الباص المجري وساحل الغدير زمان يا عدن (قصة قصيرة)

بقلم .. خلود خيطة.

كتبت هذه القصة وهي في رحلة النزوح بعد الحرب الاخيرة في إحدى دول الجوار .. قصة شيقة بلهجة عدنية رائعة وشيقة ...

#عاشوا-العدانيه

لما قرروا أصحاب الحافه حقنا يعملوا رحلة للغدير وجمعت الفلوس من البيوت بنت جيراننا أمل وكان العدد كبير للأسر العدنيه اللي في حافتنا فتعاونوا عمال النقل البري الذي كان أبي وعمي واخواني يعملون فيها وتم اخراج ترخيص باص كبير مجرى ازرق للرحله وفعلا بدأت التحضيرات للرحله من يوم الاربعاء لأن الرحله فجر الخميس والعودة عصر الجمعة ودخلت عند خاله سعيدة وهي تقطع البطاط والخضار وتقلي الدقه والكبده من بليل وأمي تفور البيض والبطاط وعملت خصار لحم صغار وخضره مقلوبه رجنا وبهجي وسبانخ كانت الحافه متحمسة ونحنا فرحانين وفينا غبطه وفرحة والطلبات زادت بين الجيران أشواق رايحة واجيه تقولكم امي جيبو لها دبه حق شاي لو معاكم زايدة واشجان امها ارسلتها تشتي البرتن الكبير عشان تعمل فيبه العقده ومرت الليله علئ أصحاب الحافه وهم معجنونين عجن واشرقت شمس الخميس والخامسة فجرا والحركة بالبيوت علئ غير العاده وعمو علي يفتح باب بيته الشبك ووجهة وارم شكله ماشبع نوم وهو يهوك الشبك ورايح يجيب روتي من الفرن للرحله طبعا وأمي بالمطبخ تسخن كل اللي طبخته من بليل وجلست اتفرج عليها وهي ترص علب الحوائج في سله الرحله الكبيرة وإني اسالها ليش بتشلي القصع حق الحوائج وصباغ الرز والفحم قالت أو وايش باتاكلوا يا ملاح هناك عاده فيبها ليله وقوراع بكره وغداء وعاد نحنا بنطبخ هناك غداء بكرة .

قلت لها ولله تعب عليك ياما قالت مشي تشتوا الغديييييييييييير هيا هي هذه الرحلات كلها تعب ورحت اصحي إخواني وأختي قد نكشت الكبت كله ايش باتلبس ورحت وقلت لها السروال الجنز الأغبر اني باسبح به قالت أو كنت اشتيه قلت لها الثاني مايجيش عليه الأزرق البسيه انتي وقلت لها قصيه والبسيه وجهزنا كل الحافه شكلهم يضحك الشيوبه وكل واحد بيده سله والبراتن والدبب والسلق للفرشه والمخد وإني اتفرج اقول ياربي عم حسين ولا خلئ شي ببيته المكارد والمداعه مربخ النار والملاقط عادني أقوله ياعم حسين ايش دا مالك ايش مبا ترجعش من الغدير قال طيري تفاولي عليا أبو عارك والحريم يضحكو وجاء الباص الأزرق العظيم والكل بداء يمشي ناحيته وطلعوا الجهاااال يتجاروا وعمو حسين يصيح يا عيال ياعيال خلو نحنا اول نطلع نحنا ياعيال اوبهو لي المداعه حقي وطلعوا الشيوبه والحريم والبنات كلنا والشباب آخر حاجه بالأرض والأبواب ومشئ الباص ونحنا طايرين بفرح والسواق يقول امسكوا سامانكم يا حريم البراتن والدبب لا تطعفروش بالأكل فوق الباص وطلعت خاله نوري الطبول ويالله بداء الطبل ونحنا خارجين من المعلا لخورمكسر.

 وخاله مريم وزوجها عمو أحمد يتصايحوا نست الجاكت حقه بالبيت وهو يدعي عليها أمرك لله يا مريم بسقع يابنت الناس باليل تدري بي ماقبل البرد ووعيني تروح للي واقف عند السواق وهو يسترق النظر لي وكل ماجت عيونا ببعض ننسئ الباص المجري والرحله وأصحاب الحافه والازعاج اللي مليانت الباص فقط عيوننا وعالم ثاني وافيق من غيبوبتي والتفت لأمي وهي تتفقد سامانها وتشوف مانستش حاجة وطلبت مني امي اغني كانت تعشق صوتي ضحكت واستحيت وخاصه ذلك الذي ملك حشاشه قلبي ابن الجيران ينهرني من بعيد إلا اغني بل يترجاني إلا اغني كان يغار علي ولكن غلاوه امي ورغبتي في الغناء جعلوني اشدو واغني ونظرات الإعجاب من حريم الحافه ورجالها وصحباتي مبهورات ويدندنو معية (تسألني كيف الحال ياسائل عن احوالي وانت دي شغلت البال من غيرك شغل بالي )والكل يردد بعدي كورس ولا دار الأوبرا هههههههههههه والباص يمشي داخل طريق البريقة والمدا البعيد لبحار البريقة وجبالها السوداء الأسرة وبدأ الباص بالدخول إلى الشاطئ وانا انظر لتلك الدرج الطويله التي في الجبل والتي لم اكملها يوم ووقف الباص والسائق يقول هيا حمدالله علئ سلامتكم انزلوا انا باجي الساعه 2 الرجال اللي يشتي يشترى قات باشله هنا سوق البريقة وبرجعه .

واحنا نازلين بنت جارتنا وحيده انقطعت بلوزتها من تحت اليد وكانت مستحيه وقالت يا جماعه انقطعت بلوزتي كيف اسوي مستحيه قفزت خاله نوري راعي راعي جبت معي إبرة وجد (خيط)قلت لها يا خاله نوري حتئ الإبرة والجد جيبتيهم قالت ها كدا نحنا العدانيه لما نروح رحله نجزع كل شي معانا الإبرة والجد المشط الكريم الفوفل الملح الحوائج البندول الزعتر عشان العصره والليم الحامض عشان الغاتي ووووو،،،،،،قلت لها بس بس يا خاله نوري بس دوختيبي وفرشنا وكلنا مع بعض وبدأ الرجال بإشعال النار لتسخين العقده والخصار والكل مشغول بعمل يقوم به ماعادا العيال الشباب اول ما وصلوا جري حلو الجرامات وغطس بأجمل واروع واعظم بحر انه بحر البريقة ياناس وصخور بحر البريقة والدرج البي في بحر البريقة والرمل الأسود الناعم اللي في بحر البريقة متعه مافيش بعدها متعه وتسمع خاله سعيده تصيح يالله يالله ياعيال قوراع امشو قبل مايبرد وناكل ونضحك ومتعه الطعم والجو والألفة والراحة والفرحة لاتضاهيها متعه وأحاسيس جميلة.

وفجأة عمو أحمد يقول الله يسامحك يا مريم اندانا ابتديت اعروي وانتي سيبتي الجاكيت حقي قدنا طرفته لك فوق القعاده وهي ترد ياشيخ بناتك ربشوني وجننوبي من أمس قدني مدوخه طيب أفعل المشده فوقك ولما أفعل المشده وراسي تشتينا يضربنا برد وراسي يوجعنا سمعوه الرجال يالله فكو عله مالك ايش عجزت يا عاقل خلاص راحت عليك شيبت يا ابو أحلام وهو يقول لالا بس جو الغدير ممرض مالكم وهم يضحكوا وينجامنه الالالا عجزت يا أحمد لا تتعذرش جو الغدير يرد الروح ويشفي القلب المجروح كانت رحله جميله ونمنا كلنا جنب بعض لا خوف ولا عدم أمان ولا تخوين ولا ادنئ دره شك قلوب باردة ونوايه حسنه ومحبة صادقه.

فتحت عيوني على صوت جده شفيقه وهي تقول يا يابني ملي نظفه كيف افوره هو وعلله ورحت أجده شفيقه وهي فوق دست كبيييييير تحت نار خشب سومر قلت لها يا جده ايش تفوري قالت عيال الحافه يجلبوا لهم من الفجر جابو أبو مقص وجابو بنجيز وجابو عيد وجابو زيزان واتفرج علئ سمير جارنا اجا يجري متحمس ويعطي لجده شفيقه اثنين أبو مقص وهي تجدل بهم بالدست الكبير وهو يفوووووور وعلى جنب خاله زهره تعمل دست كبير زربيان لحم جابوه بالشراكه واسمه لحم مكفن يجي بخرق بيضاء جابو كميه كبيره من هذه اللحمة وبدائو بعمل الزربيان وتبخيره بالفحم واقفال الدست وختامه بالعجين .

والشباب يلعبو كره والبنات يسبحوا ومعانا كره في البحر ياسبحان الله بنات عدن وجمال بنات عدن والشمس قد لوحت الوجة والعنق واحمرت الخدود ولمعان العيون والدم الفائر والملون عندنا يخليك تحس بانهن مكسكيات فتجتمع مقومات الماء والغدير والوجه الحسن.

طلعنا من البحر متعبين جيعانين وريحه الزربيان ماليه الغدير وبدأ الإستمتاع بالغداء والضحك والست نجيبه حفظها الله ترج بيداتها مرطبان العشار وخاله نجاة تقولها عادني كنت خايفة و نجيبه لعاد تنسي العشار وكان غداء عدني وفرحه عدنيه وانتماء فيما بيننا دا ابي ودا كمان ابي وهذاك اللي يأكل علئ جنب كمان ابي وهذه اللي تغرف وماتغدتش إلا لما كلهم يتغدوا كمان امي والحرمة اللي عند البحر تغسل الصحون والقلاصات كمان امي واللي تفعل لأخي شاي حبوب برجله لأنه اتعور بحشا البحر كمان امي ايااااااااام أصبحت كالحلم .

ويحي أبو سلال سائق الباص ويقول هيا من بجي معي عشان القات وغرفوا له غداء لكنه مرضاش قال اتغديت بس اشتي هلوه وعطريه وفعلا قامت خاله خديجه وغرفت له صحن هلوه وصحن عطريه خلص وخاله ناديه لحقته بقلص شاهي عدني طبقه الملاي فوقه وخاله نوري تصح يا خلود ياخلود أعطي لأبو سلال تمبل هندي من حقي.

 وراحوا وجابوا القات والمداعه قدها جاهزه وجلسوا الرجال مرتاحين مفتهنين والأمهات ينظفوا وكل واحده ترتب سامانها وصوت الزبيدي يصدح (القلب في حيرة مابين حب اثنين أعطي لمن قلبي واعطي لمن دي العين) وكلنا تعبانين نعسانين مسترخين الشباب والشابات مافيش موبيلات مافيش تقنيات في عيون مشاعر احاسيس برائه وخوف علئ بعض لعبنا كره ورقع ومن كتبه طيار الثعلب فات سبع اصاد شبدلو دمنه بالحجار البرمه نجحت جده عميه سرجي هههههههههه ضحكنا ضحك عظيم وكاننا كنا نعلم بأننا سنفتقد لهذه الضحكة فخلصناها كلها في ذاك الزمان .

قبل غروب الشمس بدأنا بطلوع الباص وأبو سلال مخزن مع الرجال وهو يصرخ من بعيد امسحو رجولكم بما ونشفوهم ياجماعه بالله لا توسخوش الباص ولا حد سمع كلامه و لا معبره هههههههههههه الكل دايخ وتعبان ومسترخي باستثناء المخزنين وحطيت راسي علئ كتف امي كم اعشق رائحه شيدر امي الستيم الأصل بخورها حين يختلط بانسجه وخيوط الشيدر الستيم لن أنساها من رائحه وذهبت بنوم عميق افقت بعدها وانا خارج بلدي وحيده ممزقة بلا عدن ولا عدنيين راحوا زمن اول حبي لكل عدني وعدنيه النوايا الحسنة والطيبة وحب السلا والتسامح لنا لقاء في الغدير عن قريب يارب.

#عاشوا-العدانيه