قصيدة (الليث الأسير) اللواء محمود الصبيحي
بقلم د/علي الزبير (أبو عمرو)
عصفتْ بنا الأحزانُ حـرَّى والكُرَبْ
وسرتْ بنا الأوجاعُ تهمي كالقِرَب
وتجاوبت سوح المعارك تشتكي
شكوى اليتامى حين لا أمٌّ وأب
وتخبّطت أرضُ الجنوب بظلمةٍ
مذ غاب فارسها النجيب المنتخب
(محمودَ) أعني، ذلك الليث الذي
شهدتْ له سوحُ القتال بما كسب
قاد المعارك كي يذود عن الحمى
شرَّ العدى، أحفاد حاملة الحطب
يتقدم الجند امتثالاً للندا
ما قالها متخاذلاً: للبيت رب
فسلوا ذُرى (كهبوب) عنه و(العندْ)
وسلوا بوادي شبوةٍ أرض العرب
وسلوا الهضاب السود ثكلى والربى
وسلوا المدافع والذخائر والجُعَب
هل عاينوا مثل (الصبيحي) حنكةً
خاض المعارك كالغضنفر لم يهب
هل عاينوا مثل (اللواء) شجاعةً
شهدتْ له الأعدا بمجدٍ لم يُعَب
هل عاينوا مثل (الوزير) تواضعاً
ترك المكاتب كي يقوم بما وجب
هل عاينوا مثل (الأسير) رجولةً
يأبى مساومة العدى في ما اكتسب
أسروه لكنّ الرجولة سفّهتْ
أحلامهم، فغدوا به أسرى الكُرَب
أسروه كي يسقوه ذُلاًّ فاستقوا
ذلاًّ بهيبته، فصاروا كالذَّنَب
أسروه غدراً واحتيالاً، كيف لا؟
هل يجرؤ الجبنا إذا ما الليثُ هب
يا كاتب التاريخ سجِّلْ حكمةً
سيدُ الرجال رمى بها في كل قلب
لا، لا يُشرفني، إذا ما نسوةٌ
خِفنَ العدى، وأنا تُزينني الرُّتب
لا حق لي في راتبٍ إن لم أذد
عن كل شبرٍ أن يُباح ويغتصب
يا قائدي عذراً! فإنا هاهنا
في (الفيس) نشكو همَّنا و(الواتس أبْ)
ونلوك شعراً بارداً كدمائنا
ولم يجاوزْ فعلُنا صنعَ الخطب
وبـ(كلنا محمود) نصدحُ بكرةً
وعشيةً، لكننا نشكو العَطَب
الجهلُ مزقنا وشتت شملنا
ودماؤنا في الثأر تصعد للرُّكَب
وسلاحنا الفتَّاك صوب صدورنا
عند افتدا (محمود) يصبح من خشب
لكنّ في الآفاق فجراً قد بدا
يجتاح ليلاً كان جرَّعنا التعب
وأنت يا رمز البطولة فجرنا
فاملأْ سمانا فرحةً بعد الوصَبْ
فحماك ربي من جهالات العدى
ووقاكَ شرّ الرافضين وما وقب
وحمى فوارس سطروا مجدَ الإبا
الناصر المنصور والحامي رجب
فبكمْ سمونا فوق كل مفاخرٍ
وبذكركم صارت بأسفلنا السحب
المزيد ...
المزيد ...
المزيد ...
المزيد ...