ثقافة وأدب

طغاة لكن أدباء ! القذافي والخميني وماو تسي تونغ.. تعرَّف على الجانب الإبداعي لـ7 رؤساء

الثلاثاء 10 يناير 2017 05:01 صباحاً عدن لنج - متابعات
 
 

اشتُهر أدولف هتلر بكونه رساماً فاشلاً، وربما كان هذا سبب تحوله لطاغية لكنه ليس الوحيد؛ إذ عرف عن الكثير من الطغاة ميولهم الفنيّة والأدبيّة، ومحاولاتهم دخول عالم الأدب والمخيّلة بوصفه خارج سلطتهم.

“هافينغتون بوست عربي” تقدم لكم قائمة بأبرز الأعمال الأدبية والشعرية التي ألّفها “طغاة”، تاركين الحكم لكم في تلمّس قيمتها الأدبيّة إن وجدت.

الروناما 

يصف سابارمورات نيازوف، رئيس تركمانستان السابق، كتاب “الروناما” بأنه كتاب روحي، وقد نشره عام 2001. بالنسبة له، الكتاب هدفه رفع مستوى الحياة الروحيّة للشعب التركماني، وأن من يقرأه سيدخل الجنّة، وقد أدخله نيازوف ضمن المنهاج المدرسي، وكان التلاميذ مجبَرين على قراءته وحفظ مقاطع منه، بالإضافة إلى ذلك توجد نسخة عملاقة من الكتاب في العاصمة أشغبات، التمثال الهائل للكتاب يفتح تلقائياً، وتنبعث منه صوتياً مقاطع من الكتاب تُردد أمام المارة، ويقال إن الرئيس كان لا يجيد الكتابة بالتركمانية والروسيّة، فهو أقرب لأُميّ، ما جعل تأليفه الكتاب محاولة لإثبات العكس، لكن لا يبدو أنه نجح.

 

 

 

عن فنّ السينما

كان رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ الثاني، متابعاً نهماً للأفلام، وكان يرى في نفسه ناقداً سينمائياً، وفي عام 1974 نشر كتاباً بعنوان “عن فن السينما”. وبعدها عام 1987، نشر كتابه الثاني “السينما والإخراج”، وبعده كتاب “عن فن الأوبرا” عام 1990. بالنسبة له، فإن إنتاج سينما جيدة مرتبط بالمشروع الاشتراكي، لكن ما كان يميز آراءه الكثيرة أنها سطحيّة، ولا تتجاوز المعرفة العامة والآراء المتداولة بين الجميع والبعيدة كل البعد عن الاختصاص.

 

 

 

نبيذ الحب

كان الإمام آية الله الخميني متبحراً في علوم الدين إلى جانب مؤلفاته في الفقه والحديث وتفسير القرآن والأدب والشعر. وبعكس غيره الذين تُرجمت أعمالهم الأدبية وانتشرت بكثرة، أعماله الأدبية لم تنل النصيب الكبير من الترجمة، ورغم مؤلفاته الدينيّة الكثيرة فإن ديوانه الأشهر “نبيذ الحب” يعتبر بنظره رحلة صوفية في العشق والغرام، بوصفه حالة من التأمل والتقرب من الله، وجزءاً من تقليد صوفي مرتبط بالحلول ضمن الوجود الإلهي. بعض أشعار الخميني مترجمة للغة العربيّة، ومنها:

 

 

قلبي المجنون أسطورة العالم
حول شمعة العشق، احترقت فراشتي
ضفيرة المعشوق فخ لقلوب عشاقه
شامته السوداء على الشفة، بذرتي
صخب العشاق هو وجههم الغماز
الأسرار والابتهالات كلها في بيتي
زقاق الحانة البهي، بيت صفاء العشق
طاق ورواق وجهك مأواي ومنزلي
صراخ الرعد نواح لاهب لقلبي
بحر العشق قطرة سكري
حينما تآلف المشط مع زلف المعشوق
غدا كتفي مسجد القديسين كلهم.

 

 

 

القذافي الظاهرة الأدبيّة

لا يمكن الإحاطة بجوانب معمر القذافي كافة؛ فهو ذو صيغة كاريكاتورية لا يمكن تفسيرها بسهولة، وأحد هذه الجوانب هو القذافي الأديب وكتابه المعروف باسم “الكتاب الأخضر” الذي ألفه عام 1975 بوصفه فلسفة اجتماعية وسياسية، وفيه يقدم القذافي رؤيته لجمهورية ليبية إسلامية، طارحاً آراءه الشخصية عن الديمقراطية والاقتصاد والتي حاول أن يطبقها في ليبيا. إلى جانب ذلك، صدر للقذافي عدد من المجموعات القصصية؛ منها: “الهروب إلى الجحيم” عام 1993، وأخرى بعنوان “منشورات غير قانونيّة” عام 1995، و”القرية القرية”، الأرض الأرض، وانتحار رائد الفضاء”، وقصص أخرى.

لا تمتلك قصص القذافي شخصيات واضحة أو نثرا متماسكاً؛ بل هي مليئة بالتأملات والحكم الإسلامية؛ حتى إن ناقداً في صحيفة الغارديان وصفها بأنها “ترهات سوريالية”، لكن الأكثر شهرة من نتاج القذافي الأدبي هو قصائده التي كانت تنشر في الصحف الرسميّة الليبيّة، وأشهرها قصيدة “أبحث عنها” التي لحّنها وغناها الموسيقار الراحل ملحم بركات.

 

 

 

ماسونيريا

كان الديكتاتور الإسباني فرانكو مصاباً بالارتياب الدائم من الماسونيّة، وكان يصفها بأنها منظمة تسعى لتدمير الكاثوليكية الإسبانيّة؛ إذ لم يكتف فرانكو بمنع الانضمام إلى هذه المنظمة في الأربعينات؛ بل قام بكتابة سلسلة من المقالات ينتقد فيها أعماله الماسونيين وأفكارهم، وقد جُمعت لاحقاً في كتاب سمّي “ماسونيريا”، ووصل به الشك لدرجة أنه كان يظن أن الماسونيين أنفسهم يشترون كل النسخ لمنع العامة من الاطلاع على الكتاب، وفي الكتاب فرانكو يتحدث عن الشرق الأوسط ودور الماسونيين والاتحاد السوفييتي في تأسيس إسرائيل.

 

وداعاً إله الطاعون

كان رئيس جمهورية الصين الشعبية الأسبق، ماو تسي تونغ، من أشهر المنظرين السياسيين للشيوعيّة، إلى جانب كونه قائداً للصين الشعبية؛ إذ ألف العديد من المؤلفات السياسية والفكرية أشهرها “الكتاب الأحمر”. وإلى جانب ذلك، كان ماو معجباً بالشعر الصيني الكلاسيكي وله العديد من المؤلفات الشعرية التي تمتد فترات نشرها من العشرينات حتى ستينات القرن العشرين كـ”المسير الطويل” و”وداعاً إله الطاعون”.

وعلى الرغم من تفاوت الآراء النقدية حول مدى قيمتها الشعريّة، فإنها منتشرة ويصنفها البعض بوصفها كلاسيكيّة وتتغنى بالطبيعة حال الشعر الصيني التقليديّ، هذا مقطع منها:

  

“في كوكبنا الصغير
بعض الذباب المنزلي طرّق على الجدران
نسمعه يصدر صوتاً، يئنّ،
والنمل يتسلق الشجرة
ويتباهى
بسيادته الهائلة”

 

 

تحت النهد الأيسر للقرن

دَرس القائد الصربي البوسني رادوفان كاراديتش لفترة قصيرة في جامعة كولومبيا، مختصاً بالتحليل النفسي.

وكان كاراديتش نفسه مسؤولاً عن الإبادة العرقيّة التي شهدتها سراييفو، ومع ذلك فقد كان شاعراً، فكتابه “تحت النهد الأيسر للقرن” نُشر عام 2005، على الرغم من أن كاراديتش كان حينها مطلوباً لجرائم حرب، وهناك جائزة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يمسك به.

قصائد كراديتش يطغى عليها طابع القسوة وموضوعات الحرب والاستبداد، إلى درجة أنه تمت المطالبة باستخدام هذه القصائد بوصفها أدلة لإدانة الأخير بجرائم الحرب، ومنها:

 

 

أظن أن أشعة الشمس تجرحني
بأشعتها الحادة والخبيثة،
أظن أن النجوم تشفيني،
أنا الممتلئ بألوهة الفضاء الداكن،
ثور يكشف عن ربّة غير مؤمنة
كل شيء ضدّي أنا الإله الحقيقي الواحد
خلقت العالم كي أمزق رأسي
والقضاة يحاكمونني لأفعال تافة
أنا أقرف من الأرواح التي تشعّ باللاشيء
مثل جرو تافه على وشك الموت
أنا أعجب بالأشياء من بعيد
لا أدري ما أفعل بكل هذه الأشياء من حولي
لكني لا أستطيع احتمالَكم أيها الحثالة
يا كتلة من قواقع مقرفة
اذهبوا بسرعة وتمرّغوا في مستنقعاتكم.

AdTech Ad

المزيد في ثقافة وأدب
كتب/ د. سهام كريم أخبرونا أن ليس هناك داعٍ للدراسة لإن في نهاية الأمر المطبخ ينتظرنا كما لو أننا عديمات الفائدة و أن الأمومة أمرًا يأتينا بالفطرة متناسين عظمة دور
المزيد ...
  للروائي البريطاني شارلز ديكنز رواية بعنوان «قصة مدينتين»، وهي قصة عاطفية جميلة لما فيها من الإثارة والتشويق.    كما أن بها الكثير من الرسائل، وخاصة
المزيد ...
       النقد بصورة عامة يعدُّ فنًا من جهة، وعلمًا من جهة أخرى، وترجع هذه الثنائية في مفهومية النقد إلى استكشاف التعميمات القيمية المستخلصة من تاريخ الأعمال
المزيد ...
تعرضت العاصمة الحبيبة عدن لأكبر عملية تجريف وتدمير لتاريخها وتراثها لاسيما بعد احتلالها من قبل نظام العربية اليمنية في الحرب الظالمة التي تعرض لها الجنوب وفعلوا
المزيد ...