- توجد آلية للدفاع ضد تطور مرض الإيدز عند 10% من الأطفال المصابين بفيروس الإيدز الذين تمت دراستهم.
- قد يؤدي ذلك إلى فتح آفاق جديدة للعثور على طريقة لإعادة التوازن إلى جهاز المناعة لجميع مرضى الإيدز.
الحفاظ على الهدوء
يعدّ فيروس نقص المناعة البشرية - الذي قد يسبب مرض الإيدز - أحد المشاكل الصحية الأكثر خطورة في العالم. ويهاجم هذا الفيروس جهاز المناعة في الجسم مما يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة النقص المناعي المكتسب، وهي إحدى حالات العدوى التي تجعل الجسم معرضاً للإصابة بمجموعة من العوامل الممرضة والتي يكون جهاز المناعة السليم جاهزاً للتعامل معها.
ويقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من مرض أو فيروس الإيدز في عام 2015 بـ 36.7 مليون شخص حول العالم، ومن بين هؤلاء 1.8 مليون طفل دون الخامسة عشرة من العمر. وحسب إحدى الدرسات المنشورة في مجلة "سيانس ترانسليشنال ميديسن" فإن لدى 10% من الأطفال جهازاً مناعياً يقيهم من الإصابة بمرض الإيدز.
وقام الباحثون بتحليل الدم لدى 170 طفلاً مصاباً بفيروس الإيدز من جنوب أفريقيا. ولم يكن الأطفال المشاركون مصابين بمرض الإيدز، ولم يتلقوا أبداً أيّ علاج مضاد للفيروسات الراجعة، وهو العلاج التقليدي لمواجهة انتشار الفيروس وتطوره إلى مرض الإيدز.

وأظهرت اختبارات دم الأطفال أن الفيروس كان موجوداً بتراكيز عالية، ولكن لم تظهر على الأطفال أي من الأعراض التقليدية. واكتشفوا أن الجهاز المناعي للأطفال كان "يحافظ على الهدوء". ففي الحالة العادية، قد يؤدي هذا الوجود الكثيف للفيروس إلى فرط عمل الجهاز المناعي في محاولة للقضاء على العدوى، ولكنّ ذلك لم يحدث عند هؤلاء الأطفال.
التطور البشري
وقال فيليب غولدر، وهو من قسم طب الأطفال بجامعة أكسفورد وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: "ما حدث في هذه الحالات هو الانتقاء الطبيعي، والآلية مشابهة تماماً لتلك الموجودة عند الأطفال الذين لم يتطور لديهم المرض." وقد يكون الجسم قد تطور بطريقة تمكّنه من الدفاع عن نفسه ضد العدوى، وقد أشارت الدراسة إلى ذلك، إلا أن آلية الدفاع المكتشفة تعدّ خاصة بالأطفال تقريباً.
ويرجى ملاحظة أن آلية الدفاع هذه لا تمنع الأطفال من الإصابة بفيروس الإيدز، وإنما تساعد في الوقاية من تطور الحالة إلى مرض الإيدز.
ويكمن الأمل الحقيقي هنا فيما يتعلق بإجراء المزيد من الأبحاث. حيث يقول غولدر: "قد نكون في طور تحديد مسار جديد كلياً من خلال دراسة الأطفال والذي يمكن أن يترجم على المدى الطويل إلى علاجات جديدة لجميع الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز." وقد تكون العلاجات الجديدة قادرة على تطوير أدوية ذات آثار جانبية أقل، أو طرق أخرى لمساعدة المرضى على إصلاح جهازهم المناعي.