أحداث شبوة تفضح التخادم الإخواني الحوثي للقضاء على القضية الجنوبية

في السادس من أغسطس أصدر محافظ محافظة شبوة قراراً بإقالة، قائد قوات الأمن الخاصة عبدربه لكعب، وقائد معسكر القوات الخاصة أحمد محمد حبيب درعان، على خلفية قيام المقالين درعان وناصر الشريف، بمنع نائب مدير عام شرطة المحافظة المكلف بمهمة قائد قوات الأمن الخاصة، العميد أحمد ناصر لحول من الدخول إلى المعسكر.

ولم يمض يومان إلا وقامت جماعة الإخوان بالتمرد على قرار المحافظ وتفجير الوضع الأمني والعسكري في شبوة

جماعة الإخوان لم تتمرد على قرارات محافظ شبوة فحسب، بل تمردت على قرارات مجلس القيادة الرئاسي بإقالة قيادات عسكرية مشاركة في انتشار الفوضى والتمرد، واستمرت في تمردها العسكري ونشر الفوضى في المحافظة وضربت بالقرارات عرض الحائط.

جماعة الإخوان استهدفت المواطنين وقوات دفاع شبوة التي تصدت لتمرد الإخوان بكل بسالة وشجاعة وأنهت تمرد الإخوان، وانتصرت لأبناء المحافظة وأثبت أنها حصن شبوة المنيع.

* * تكرار سيناريو شبوة

جلال باصالح قيادي في دفاع شبوة قال في حديثه "لعدن لنج" إن أحداث شبوة سوف تتكرر في أي محافظة يرى الإخوان أنهم سيخسرون فيها مصالح الحزب والمنفذين الداعمين والممولين للحزب الذين يسيطرون على حقول النفط والغاز.

* * تخادم إخواني حوثي

بالنسبة للمستفيد من زعزعة الأمن والاستقرار في شبوة أوضح القيادي باصالح أن المستفيد بالدرجة الأولى هم الحوثيين، وربما هم من مول ودعم هذا التمرد، لأن ذلك كان واضحا من وجود صور قتلاهم الذين شاركوا في معركة ما يسمى بالنفس الطويل والتي حصلت على حدود الضالع، بالإضافة إلى أن الحوثيين يستعطفون بذلك الإخوان للقتال وتعبئتهم تعبئه خاطئة (ولو كتب الله الغلبة لهذه القوات بالانتصار لرأينا شبوة حوثية لان الطرفان يقاتلون تحت نفس العلم).

* * مصالح جماعة الإخوان

الكاتب والمحلل السياسي صالح الدويل أوضح في حديثه "لعدن لنج" أن التعيينات الأخيرة عكست أن الإخوان المسلمون لا يأبهون بأي قرارات شرعية ليست لصالحهم أو صالح مشروعهم.

وأضاف أصدر الرئاسي قرارات إقالة منع لسفك الدماء في شبوة فقامت الأجهزة الملتزمة للشرعية بالالتزام، بينما الأجهزة الإخوانية رفضت وماطلت ثم فجّرت الموقف اعتقادا منها أنها ستفرض أمرا واقعا يحافظ على امتيازاتها, وأن تظل تلك الأجهزة اسميا للشرعية وفعليا مليشيات إخوانية.

* * فوضى وخراب

وأشار الدويل إلى أن جماعات الإخوان أينما حلت يحل الخراب والفوضى والتآمر، فإن شاركت في الحياة السياسية أخربتها ولم تساعد في وضع حلول للأزمات، فهي ليست معنية بها بل ترى أن حل الأزمات يمنع تحقيق مشروع التمكين الإخواني، فهم جماعات بعيد عن الديمقراطية يريدون الحصول على مميزاتها بل هم مشروع أقرب للفاشية، وأما عسكريا وأمنيا فإنهم يحولون الأجهزة الأمنية والألوية العسكرية من أجهزة وطنية إلى مليشيات بمسمى وطني.

بالنسبة لشبوة قال الكاتب والمحلل السياسي صالح الدويل إن جماعة الإخوان كانت تراهن أنها قلب مشروعها الذي كانت تأمل أن يتمدد ويشمل المديريتين المتبقيتين من محافظة مأرب وكذا حضرموت الداخل فتكون إمارة إخوانية مكتملة المقومات.

* * تأثير أحداث شبوة

وعن مدى تأثير أحداث شبوة على محافظات الجنوب الأخرى قال الكاتب والمحلل السياسي الدويل إن أحداث شبوة ستؤثر على حضرموت, كون المواطنين في حضرموت ضاقوا ذرعا بألوية إخوانية لم يتحركوا لمحاربة الإرهاب في بداية الحرب على ساحل حضرموت ولم يتحركوا ساكن حتى حررته النخبة الحضرمية، وبالنسبة لأبين فهي واقعة بين حجر الإرهاب وقوى الفساد، لكن تحرير شبوة سيكون حافزا للقوى الوطنية أن تحررا أبين وتخلصها من هيمنة الإرهاب والفساد.

* * قرارات صائبة

أما مدير الشؤون الاجتماعية بانتقالي خور مكسر بالعاصمة عدن مازن البغدادي قال إن قرارات المجلس الرئاسي كان لها دور كبير في تغيير المعادلة والأحداث التي دارت في محافظة شبوة الأسبوع الماضي، وهذه القرارات زادت من ثقة أبناء المحافظة والجنوب بالمجلس الرئاسي، كونها قرارات صائبة خدمت القضية الجنوبية وكانت لصالح شعب الجنوب.

وأضاف البغدادي قرارات المجلس الرئاسي التي نصت بإقالة وإبعاد أشخاص يتبعون جماعة الإخوان وكان لهم دور أساسي في إثارة الفتنة والأحداث الأخيرة في شبوة، لهذا تلك القرارات والتعيينات التي صدرت من المجلس الرئاسي كانت لها انعكاس قوي وساهمت بشكل كبير في إنهاء الأحداث التي ظهرت في المحافظة.

* * القضاء على استقلال الجنوب

وأشار البغدادي أن جماعة الإخوان هدفها الرئيس والأول عدم استقلال الجنوب وذلك من خلال السيطرة على محافظة شبوة كونها تقع وسط الجنوب, وأيضا هدفها السيطرة على آبار النفط في المحافظة والذي يعد مؤثرا جدا في سير عملية استقلال الجنوب، موضحا أن جماعة الإخوان جماعة خطيرة جدا تخطط على القضاء على مطلب الجنوبيين وهو الاستقلال.

* * الحفاظ على أمن شبوة

واختتم مدير الشؤون الاجتماعية بانتقالي خور مكسر بالعاصمة عدن مازن البغدادي أن أحداث شبوة لها تأثير كبير على محافظات الجنوب وتحديدا محافظة أبين التي تقع غرب شبوة ومحافظة حضرموت الواقعة شرق شبوة وهذا التأثير سيكون قويا، فبمجرد السيطرة على محافظة شبوة قلب الجنوب من قبل الإخوان أو الحوثيين سيتم السيطرة على محافظات الجنوب الأخرى وخاصة أبين وحضرموت، لدى ينبغي على الجنوبيين الحفاظ على محافظة شبوة وحمايتها من سيطرة الأعداء سواء الحوثيين أو الإخوان كونهم سيمنعون التواصل مع المحافظات الشرقية مثل حضرموت والمهرة.