عيد الفطر المبارك.. عادات وتقاليد متوارثة خاصة به

**عيد الفطر المبارك.. عادات وتقاليد متوارثة خاصة به 

 

** اندثار بعض التقاليد في بعض المحافظات الجنوبية

 

الحديث عن العادات والتقاليد في الأعياد حديث ذو شجون، فمع حلول عيد الفطر المبارك الذي استقبله أبناء الجنوب بمراسيم وتحضيرات مختلفة بحسب اختلاف المحافظات، استقبال يملئه الفرح والسعادة والبساطة على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد, الا ان أبناء الجنوب تحدوا تلك الظروف ولم يدعوها تنغص عليهم فرحة العيد. 

 

ففي ليلة العيد تقوم النساء والفتيات بنقش الحناء او الصبغة على أيديهن وتجهيز عيدية الأطفال والزينة وترتيب المنازل وملابس العيد, وطبخ الكعك, وأغاني واناشيد العيد تملئ البيوت في جو بهيج يسوده الفرح والسعادة.

 

وهناك العديد من العادات والتقاليد التي تقام في أيام العيد &موقع عدن لنج& جاب في ارجاء محافظات الجنوب للتعرف أكثر على عاداتهم خلال أيام عيد الفطر المبارك 

 

**زيارات الاهل 

 

المواطنة اريج جمال عثمان اربعينية العمر قالت تبدأ تحضيرات العيد في العاصمة عدن من ليلة العيد حيث نقوم بتجهيز ملابس العيد وبعد صلاة الفجر نذهب للصلاة العيد في المساجد او الساحات المحددة للصلاة بحسب كل مديرية، وبعد الانتهاء من الصلاة تبدأ المعايدات بين الاهل والأصدقاء والجيران، ونجهز عيدية الأطفال الذين يطرقون الأبواب للحصول عليها.

 

وأضافت أريج في ثاني أيام العيد المبارك تكثر الزيارات عند اغلب الناس، وبكل تأكيد يكون الغذاء المميز لهذه الزيارات هو الزربيان والهلوة وحلويات العيد والكعك والمكسرات وجلسات الوناسه مع العائلة.

 

واختتمت اريج جمال حديثها بالقول لا تكتمل فرحة العيد إلا بلمة الاهل والأصحاب والخرجات والتمشيات وخاصة عند الأطفال.

 

**اكلات مميزة

 

اما من جانب المواطن احمد علي احد ساكني مدينة كريتر بعدن أشار بالنسبة لي تبدأ مراسيم العيد والتحضيرات له منذ ليلة العيد، حيث نقوم بتجهيز الملابس ومن ثم الذهاب الى صلاة العيد والذي لا يحلو العيد الا بها, وبعد العودة من الصلاة نفطر انا واسرتي بالفطور المميز والذي أعتدناه كل عيد وهو الكبدة, ولابد في العيد من وجبة الزريبان في الغذاء. 

 

واكمل حديثه &لعدن لنج& بالقول: في عصر اول أيام العيد اذهب لتمشية أولادي الثلاثة ليلعبون بالألعاب، وركوب &الجاري الجمل& وغيرها من الألعاب التي لا نراها الا في أيام العيد، مضيفا باقي أيام العيد نذهب لزيارات الاهل.

 

**

 

ابين وافتقار المتنزهات

 

العيد في محافظة أبين لا يختلف كثيرا عن عدن فهناك العديد من العادات التي يقوم بها اهل ابين, على الرغم من افتقار محافظة ابين للمتنزهات لكنهم استطاعوا ان يخلقوا أجواء خاصة بهم في الأعياد.. يقول المواطن محسن المرخي مازالت تحتفظ محافظة ابين بعادات وتقاليد قديمة يتوارثها الأجيال خلال ايام الاعياد الدينية وهي زيارة الاقارب  حيث تجتمع الأسر عند الأب او الأم ويلتم شمل العائلة الكبيرة داخل منزل واحد, بالإضافة الى ذبح الذبائح ويتم استضافة الجيران والأقارب, كما للنساء حصتهن من العادات واكثرهن احتفالاً من خلال تقديم الوجبات والحلويات وتبادل الزيارات فيما بينهن.

 

وأوضح محسن ان العائلات تقوم برحلات عصرية الى الاراضي الزراعية الخضراء او البحر وذلك لعدم وجود متنفسات وحدائق يذهبوا اليها، وهذا الامر ينقص فرحة الأطفال بالعيد، وأتمنى من السلطة المحلية عمل متنفسات وحدائق في المحافظة.

 

**يوم الزينة

 

وداد صالح معلمة في محافظة ابين اشارت الى ان للعيد في ابين عادات مميزة تبدأ بالاستعداد ليوم العيد وذلك بعد صلاة العيد والذي يسمى يوم الزينة فيقوم الاهل والاصدقاء بزيارة بعضهم البعض والتوجه إلى بيت العائلة لقضاء يوم العيد، والتواصل بباقي الأسر بالاتصال.

 

وأضافت كما يقوم رجال العائلة بالتجهيز للذبيحة والتي يتم توزيعها على الاسر المتواجدة في بيت العائلة، اما النساء فيذهبن في عصر العيد لزيارة بعضهن البعض وتبادل التهاني، وللعيد في ابين جمال اللمة والألفة والفرح الدائم.

 

** عادات وتقاليد قديمة

 

اما في محافظة شبوة فهناك عادات بأهالي المحافظة تختلف عن باقي المحافظات, الصحفي صالح مساوى قال في حديثه & لعدن لنج: محافظة شبوة تتميز بالعديد من العادات والتقاليد التي تقام بمناسبة العيد, كون المحافظة شاسعة المساحة، حيث أصبحت كل مديرية أو منطقة تتميز بعادات مختلفة عن بقية المناطق فضلا عن العادات المشتركة بين كل مناطق المحافظة, حيث كانت تقوم بعض المديريات في الأعياد بحفلات الرقص الشعبي أو ما يسمى بالشرح، وكان هذا التقليد يتم على مستوى القرى، ويحضره كل أهالي القرية من الرجال والنساء والأطفال، ابتهاجا بالعيد، وبث روح الأنس بين المجتمع.

 

وأضاف مساوى في السابق كانت تختلف طريقة المعاودة في شبوة عما نراه اليوم، فاليوم يكتفي الناس بالصفاح وتبادل التهاني بالعيد في مصلى العيد، بعكس السابق حيث يحرص أبناء القرى والحواضر على دخول كل بيت في القرية والسلام على أهلها وتناول المشروبات أو الشاي والقهوة.

 

** اندثار وطمس للعادات 

 

هذه التقاليد وغيرها من العادات قد طمست وتعرضت للنسيان، ولم يعد يهتم بها أحد وأصبحت من الماضي، اما بسبب الإهمال وعدم غرس الآباء لهذه العادات لدى الأبناء، أو بسبب بعض الأفكار الجديدة، أضف إلى ذلك اتساع رقعة متعاطي القات بين الشباب، والذي أصبح لديهم اهتمام بحضور مجالس تعاطي القات، أكثر من اهتمامهم بحضور أو إقامة تقاليد أو الطقوس العيدية المتعارف عليه منذ عقود.

 

** اكلات خاصة بالعيد

 

وأوضح ان هناك بعض العادات التي لا تزال موجودة اليوم في المجتمع الشبواني ومنها ذبائح العيد، وكل رب أسرة يباشر على ذبح عيده بعد العودة من مصلى العيد، وبعد سلخ الذبيحة يقوم أحيانا بإعداد وجبة تسمى محليا ــ &شوية& لإنها تشوى على النار أو قصابية ــ وهي تتكون من بعض أجزاء الجهاز الهضمي إضافة إلى الكبد والقلب والرئتين للذبيحة، إضافة إلى البهارات والتوابل، كما يتم زيارة الاهل، وكذلك الاجتماع على وجبة الغذاء في يوم العيد، فالإخوة مع أسرهم  يجتمعون على سفرة واحدة عند والدهم، أو عند الأخ الأكبر في الاسرة.

 

واختتم صالح مساوى حديثه &لعدن لنج& بالقول يقوم الأهالي بزيارة المرضى وكبار السن الذين لا يستطيعون حضور صلاة العيد في المصلى، اما في ثاني أيام العيد فيقوم الزوج بإيصال زوجته لزيارة اهلها بغض النظر عن مكان وجودهم، والبعض يقطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى بيت اهل زوجته، وعلى كل زوجة ان تعاود أهلها.

 

** تكبيرات العيد

 

وانتهت جولة &موقع عدن لنج& في محافظة لحج التي تميزت بعادات وطقوس لاستقبال العديد وهذا ما اوضحه عبدالقادر الداؤودي احد ساكني محافظة لحج حيث قال تبدأ مظاهر عيد الفطر المبارك في جميع مديريات محافظة لحج من أول أيام العيد، فمع صلاة الفجر تتعالى التكبيرات في كل مساجد المحافظة, ويخرج الرجال والأولاد بعد صلاة الفجر إلى مصليات العيد في الميادين, لآن أغلب مديريات المحافظة ريفية، ويتم اختيار مصلى وموقع ومكان ثابت لأداء الصلاة في كل قرية ومدينة.

 

** الحفاظ على الموروث الشعبي 

 

وفي حديثه أشار الداؤوي ان عيد الفطر يتميز في مديريات محافظة لحج بالعديد من الصور الجميلة والأصيلة التي تم الاحتفاظ بها، ومنها تلك العادات والتقاليد التي تجسد معاني الفرحة احياءً بالعيد, ابرزها تعدد موائد الطبخ والذبائح لصنع الولائم المختلفة، حيث تجتمع الاسر ويلتم شمل الأهل والأقارب والأصدقاء والصغار والكبار في هذه المناسبة ويلتقون جميعاً على مائدة واحدة، وأيضاً الحفاظ على الموروث الشعبي الذي تتميز فيه مديريات المحافظة، وخروج الأهل إلى الحدائق والمنتزهات في أيام العيد، وسط فرحة تغمرهم.

 

** إضافات جديدة

 

واختتم عبدالقادر الداؤودي حديثه &لعدن لنج& قائلا هناك الكثير من العادات والتقاليد المرتبطة منذ زمن بالاحتفال بالعيد في محافظة لحج، لكنها تختلف نوعاً ما باختلاف جغرافية المنطقة وعادات القبائل، لكنها تجتمع في صورة الذبائح واعداد ولائم الطعام ولبس الجديد، كما ان البعض له طابع خاص يميزه عن غيره بإضفاء الكماليات التي لا تندرج ضمن الشروط الاساسية لهذا المقام، أو من ناحية الإرث التقليدي المتوارث والموروث الشعبي المتبع.