أبناء الجنوب يستقبلون شهر رمضان بالزينة والأناشيد

 

 

ارتفاع الأسعار وتردي الأزمات نغصت فرحة المواطنين بقدوم الشهر الفضيل

 

 

يهل علينا شهر رمضان ضيف كريم بعد أيام وكما جرت العادة يستعد المسلمون في جميع الدول العربية والإسلامية باستقباله بطقوس مختلفة ومتعددة بحسب ثقافات وعادات هذه الدول.

 

ففي مدينة عدن يستقبل المواطنون الشهر فضيل بطقوس اعتادوا عليها في كل عام فنسمع تهليلات المساجد وترحيب الأطفال والكبار بالأناشيد الخاصة برمضان ومن اشهرها مرحب مرحب يا رمضان شهر العبادة وشهر الصيام، كما اعتاد المواطنون بتزين الاسواق والحارات والشوارع بالأضواء والزينة, وهذه العادات لا تختلف عن محافظة لحج التي تستقبل الشهر المبارك بنفس الطقوس.

 

تجري كل هذا الاستقبال لشهر رمضان المبارك على الرغم من الأزمات التي يعاني منها المواطنين وارتفاع أسعار المواد الغذائية التي نغصت فرحة المواطنين باستقبال الشهر الفضيل الذي ينتظروه كل عام بفارغ الصبر.

 

** تخلي عن العادات السنوية

 

يقول المواطن أكرم الرياشي للأسف الشديد في ظل هذا الظروف الصعبة في مدينة عدن المتعايشة افتقد أهلها البسمة نتيجة الوضع الكارثي الذي نعيشه من غلاء الأسعار حيث أصبحت الأسر متيسرة الحال تعاني من هذا الغلاء فكيف الحال بالأسر من ذوي الدخل المحدود الذي لا يكفي ما يحصلون عليه من دخل لشراء وجبة غذائية لليوم الواحد. 

 

وأضاف أكرم نحن أبناء عدن نستقبل شهر رمضان الكريم هذا العام مع كثير من الأزمات أهمها الماء والكهرباء وأزمة الغاز المنزلي وانقطاع المرتبات والمعاشات، الأمر الذي جعل  بعض المواطنين يتخلون عن العادات السنوية لاستقبال رمضان والتي تختفي تدريجيًا.

 

**طقوس مختلفة 

 

أما من جانب المواطنة سعاد علي البكري أربعينية العمر كان لها رأي مغاير عن رأي أكرم حيث قالت أستقبل رمضان بكل شوق وبكل محبة وانتظر لياليه بفارغ الصبر، على الرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها الا ان ابناء عدن تحدوا تلك الظروف واستقبلوا الشهر الكريم كما جرت العادة في السنوات الماضية.

 

وأشارت سعاد إلى ان أبناء منطقة شعب العيدروس رحبوا بشهر رمضان بطريقتهم الخاصة حيث قاموا في عدد من حارات المنطقة بالتجمع والقاء الأغاني والأناشيد الخاصة برمضان، ناهيك عن زينة رمضان التي تزينت بها حواري المنطقة، وطقوس الأطفال في استقبال رمضان الذي يقومون بها بطرق مختلفة.

 

**طقوس مشابهة 

 

في محافظة لحج لا تختلف طقوس استقبال رمضان عن العاصمة عدن حيث أوضحت المواطنة فاطمة العبادي احدى ساكني محافظة لحج انه طل علينا شهر رمضان المبارك من جديد، وكما جرت العادة نبدأ بالاستعدادات قبل قدوم الشهر الفضيل بأيام، بالرغم من ارتفاع الاسعار الى نسبة وارقام جنونية الا اننا نحاول ان نوفر الحاجيات قدر المستطاع. 

 

واوضحت فاطمة العبادي في حديثها "لعدن لنج" لا تخلو شوارع مدينة الحوطة من الزينة وشراء الفوانيس وتعليق الاضواء على الجدران والمنافذ، مختتمة بالقول تبقى الغاية الاساسية من الشهر الفضيل هي التقرب الى الله عز وجل والتكثيف من العبادات المستحبة واحياء الليالي بذكر الرحمن.

 

**تبادل الزيارات 

 

اما المواطن هاني مليكان قال في حوطة لحج المحروسة يستقبل الأهالي شهر رمضان بالفرح والابتهال الى الله بان يعيده اعوام مديدة وهم بصحة وعافية حيث كانت ترحب كل المساجد في الحوطة بقدوم الشهر الفضيل وكذلك الأطفال في العصر تسمع أصواتهم وهم يرحبون بهذا الشهر الفضيل عند لعبهم.

 

وتابع هاني حديثه " لعدن لنج" موضحا تبدأ اجواء رمضان قبل قدومه بأيام من ناحية السهر لأوقات متأخرة من الليل بين الشباب بالحارات واللعب بالألعاب الشعبية مثل الشطرنج والكيرم والبطة، وبالإضافة تبادل التهاني بين الناس بقدوم الشهر الفضيل. 

 

وأشار هاني مليكان في أيام رمضان يبدأ الاهالي بالتبادل وجبات الفطار مثل الشربة البيضاء والشربة الحمراء المعمولة بالموفا ـ التنورـ وكذلك الباجية واللحوح والسنبوسة والمشبك اللحجي، ناهيك عن الزيارات من بعد صلاة التراويح عند الاهل او الاصدقاء والمكوث حتى ساعات الفجر الأولى، مضيفا بعد حرب 2015 ظهرت طريقة أخرى لاستقبال رمضان وهي تعليق الأضواء والزينة على البيوت وفي الحارات والشوارع.