المقاومة الفلسطينية..بين مقارعة العدو الجاثم على الأرض والضغط على الخارج لتحقيق المطالب الحقوقية المشروعة
تمخضت الأيام الماضية عن تصعيد كبير في المواقف بين الکیان الاسرائيلي الغاصب والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولايزال التصعيد قائماً وينذر بالانحدار صوب حرب أكبر في حال لم يتم ضبط الإحتقان المتفاقم.
وعملت المقاومة الفلسطينية خلال الفترة الأخيرة على تثبيت قواعد الإشتباك مع العدو الصهيوني وشرعت في إرساء دعائم معادلة الردع ولن تتخلى عنها بحسب الكثير من المراقبين، في المقابل رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو" سيحاول اظهار نفسه بأنه المنقذ الوحيد للاسرائيليين في هذه المرحلة وقد يقدم على خطوات تصعيدية لكنها لن تكون كبيرة نظراً لوضعه السياسي الحساس.
وبدأت الوساطات الدولية لحل هذا النزاع لكن دون جدوى، ووفقاً لمسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة فإن الوسطاء المصريين والقطريين والمبعوث الأممي "نيكولاي ملادينوف" يبذلون جهوداً مضاعفة من أجل استعادة الهدوء بين الطرفين.
مصادر سياسية فلسطينية قالت ان الوسطاء المصريين أجروا محادثات في غزة هذا الأسبوع لإستعادة اجواء الهدوء لكنهم غادروا دون التوصل لإتفاق ملزم يجنب الإطراف الوقوع في صدام دموي.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية بالونات حارقة نحو الأراض المحتلة رداً على الإستفزازت الاسرائيلية، لترد طائرات الاحتلال مرة جديدة بقصف القطاع، وزادت مؤخراً حدة التصعيد ما بين المقاومة الفلسطينية من جهة و قوات الإحتلال الاسرائيلي من جهة أخرى، إذ أطلقت المقاومة رشقات صاروخية على مستوطنات غلاف غزة بعد استهداف العدو مواقع لها داخل القطاع، هذه العملية أتبعتها "غرفة العمليات المشتركة" للفصائل بالتهديد بأنها لن تسمح للعدو باستمرار الحصار، مؤكدة بانه من حق أبناء الشعب الفلسطيني التعبير عن رفضهم للاحتلال بكل الوسائل المناسبة والمتاحة، وأنها لن تقبل اتخاذ الاحتلال الأدوات السلمية كالبالونات وغيرها ذريعة لقصف مواقع المقاومة بالطائرات والسلاح المدفعي والصاروخي الثقيل.
ويرى عدد من المحللين بان الإحتلال الاسرائيلي يستغل انحياز بعض الأنظمة وصمت البعض الآخر حيال افعاله لزيادة الضغط على غزة، وزاد من فجوره وقوف نظام "ترامب" الى جانبه وبالتالي وجدت اسرائيل نفسها قادرة على ممارسة المزيد من الضغوط على حماس لاجبارها على الرضوخ للطلبات الاسرائيلية وفي نفس الوقت وجدت المقاومة نفسها غير قادرة على تحمل المزيد من الضغط الاسرائيلي والحصار وبالتالي لا بد من العمل على فك هذا الحصار بأي طريقة.
واشاروا الى ان إسرائيل تهدد باتباع سياسة الإغتيال لتخويف مسؤولي حماس وبقية الفصائل الفلسطينية حيث خرج العديد من القادة الإسرائيليين منهم مسؤولون في أعلى المستويات السياسية على رأسهم "بنيامين نتنياهو" الذي هدد بالعودة الى سياسة الإغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ليأتي بعده "بيني غانتس" وزير جيش الإحتلال الذي قال بأن حماس تلعب بالنار.
وبحسب تقديرات وتوقعات فان إسرائيل قد تنفذ تهديداتها بالإغتيالات في محاولة ردع حركة حماس لكنها لن تتجرأ على اغتيال قادة الصف الأول، واحتمال كبير أن تخشى الاقدام على مثل هذه الخطوة خوفاً من الدخول في مواجهة قاسية مع فصائل المقاومة تخلط الأوراق على "نتنياهو" وتهدد مستقبله السياسي.
ويؤكد مراقبون بانه في حال البحث عن أسباب التصعيد الاسرائيلي سيجد الجميع ان كيان العدو يحاول الضغط للحصول على عدة مكاسب منها زيادة خنق قطاع غزة لسهولة التحكم به وفرض قوانين عليه وبشروط اسرائيلية منها التحكم بالمعابر ومساحة الصيد، وفي المقابل تريد اسرائيل استرداد جثث جنودها وهذه الخطوة ستحقق دعماً سياسياً كبيراً لـ"نتنياهو"، أما حماس فأهدافها واضحة منها تثبيت معادلة الردع واجبار الوسطاء والصهاينة على الوصول الى اتفاق لفك الحصار الذي يطبق الخناق على قطاع غزة.
وكان مصدر عسكري فلسطيني قد قال لوسائل إعلام أجنبية ان المقاومة أوصلت رسالة عبر الوسطاء بأنها سترد بصورة كبيرة وقوية في حال أقدم الإحتلال على تنفيذ اغتيال وأنها سترى في ذلك إعلاناً للحرب التي ستحرق فيها المقاومة تل أبيب بآلاف الصواريخ وبما لا يتوقعه الاحتلال.
وردت المقاومة لأول مرة منذ بداية الضغط الميداني على حدود القطاع على قصف مواقعها بإطلاق وابل من القذائف الصاروخية على المستوطنات ما أدى الى تهدم منزل في مستوطنة "سيديروت" بشكل مباشر من دون وقوع إصابات في حين تواصل إطلاق البالونات المتفجرة على طول الحدود ما تسبب في أكثر من 70 حريقاً خلال اليومين الماضيين.
من جهتها أوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية ان إطلاق الصاروخ جاء على خلفية الجمود في محادثات التهدئة مع حماس، منوهة بان الجيش الإسرائيلي يستعد لجولة تصعيد تستمر عدة أيام حيث هددت المنظمات بقطاع غزة في بيان مشترك بأنها سترد على أي هجوم إسرائيلي.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت ان رئيس أركان جيش الإحتلال "أفيف كوخافي" وضع خطة استعدادية للجبهة الجنوبية مع قطاع غزة، وبحسب القناة الإسرائيلية السابعة فإن "كوخافي" عقد اجتماعاً مع قادة المنطقة الجنوبية في جيش الإحتلال وناقش معهم آخر التطورات الميدانية بعد القصف المتبادل مع فصائل المقاومة.
وتشير جميع التحليلات الى ان التصعيد لن يؤدي الى حرب مفتوحة في المدى المنظور خاصة وان الإسرائيليين على المستوى الداخلي غير مستعدين للإقدام على هذه الخطوة منها مستقبل "نتنياهو" والإنتخابات والخشية من سقوط مدوي في هذه الحرب وثانيها انتشار فيروس كورونا في الأراض المحتلة وبالتالي فإن صواريخ المقاومة ستجبر الاسرائيليين على التوجه نحو الملاجئ مما يجعل احتمالية انتشار العدوى تحدث بشكل اكبر.
وبحسب تقارير عديدة فان القصف لن يتوقف حتى تتمكن حماس من الوصول الى مطالباتها السابقة ومنها إلزام الإحتلال بتنفيذ بنود تفاهمات التهدئة، وتتمثل هذه المطالب بتشغيل خط 161 لتغذية القطاع بالكهرباء وتوسيع المنطقة الصناعية شرق غزة وزيادة عدد تصاريح العمل في إسرائيل الى 10 آلاف بدلاً من 5 آلاف، كذلك طالبت الفصائل إسرائيل بـ"زيادة المنحة القطرية لتصبح 40 مليون دولار وتوسيع منطقة الصيد الى 20 ميلاً بحرياً وتمديد خط غاز طبيعي الى محطة الطاقة في القطاع.
ونصت بنود التهدئة على تقديم مساعدة شهرية من قطر بقيمة 40 مليون دولار حتى نهاية الشهر المقبل لكن مصدر مقرب من حماس قال ان الجهة الخليجية الداعمة لغزة وافقت على زيادة الدعم المالي بمقدار 10 ملايين دولار شهريا وتمديد إطارها الزمني، وبحسب المصدر فقد أبلغت الحكومة الإسرائيلية الوفد أنها لن تقدم اي تسهيلات تحت النار.
المزيد ...
المزيد ...
المزيد ...
المزيد ...