صحيفة العرب: #قطر تستثمر جائحة #كورونا لتحريك أزمتها الراكد
وصف الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء القطري الأسبق، مقترحا كويتيا بإنشاء شبكة أمن غذائية خليجية بالخبر “المضحك المبكي”، مقلّلا من إمكانية تنفيذه على أرض الواقع بسبب مقاطعة ثلاث من دول الخليج إلى جانب مصر لقطر على خلفية دعمها للتشدّد والإرهاب واتباعها سياسات مهدّدة لأمن المنطقة واستقرارها.
وجاء تعليق الوزير القطري الأسبق في سياق ما يشبه الحملة المنسّقة الهادفة لاستثمار جائحة كورونا وتداعياتها على المنطقة والعالم، للفت الأنظار إلى الأزمة القطرية الراكدة بسبب تشبّث الدول الأربع المقاطعة لقطر بموقفها الذي يشترط تراجع الدوحة عن سياساتها لإنهاء المقاطعة، وأيضا بسبب تراجع الاهتمام الإقليمي والدولي بها، وانقطاع جهود حلّها بما في ذلك الجهد الكويتي الذي اصطدم بتعنّت قطر وعدم استجابتها لمطالب كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر المُشارِكة في عملية المقاطعة.
وقال الشيخ حمد بن جاسم في تغريدات عبر تويتر “قرأت خبر اقتراح إنشاء شبكة أمان غذائية بين دول مجلس التعاون. لكني لا أفهم كيف سنرسل نحن في قطر مساهمتنا من المواد الغذائية أو كيف سنتلقاها. وهل سيتم ذلك عبر عمان والكويت أم سيكون بشكل مباشر”. وأضاف “خبر مضحك مبك في الوقت نفسه ينقصه أقل القليل من الاحترام للعقل الخليجي”.
ويعتبر تعليق شيخ قطري له وزنه في الأسرة الحاكمة بهذا الشكل على المبادرة الكويتية بطريقة تقلّل من جديّتها وترى فيها عدم احترام لعقول الخليجيين، أمرا صادما للرأي العام الخليجي وخصوصا الكويتي بالنظر إلى ما كانت الكويت قد بذلته من جهود لإعادة قطر إلى حاضنتها الخليجية والعربية وفك عزلتها.
وحاول الشيخ حمد تدارك الإساءة التي تضمّنها هجومه على المقترح الكويتي بالقول في تغريداته “مع ذلك فأنا لا أشك بجهود دولة الكويت الشقيقة التي كان لها الفضل أساسا في اقتراح تأسيس مجلس التعاون بداية وهو ما يضفي على الاقتراح بعض الأمل والتفاؤل”.
وكان مجلس التعاون الخليجي قد وافق الخميس الماضي على مقترح قدمته الكويت يقضي بإنشاء شبكة أمن غذائي متكاملة تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي لبلدان المجلس الست.
وقالت وزارة التجارة الكويتية إن الدول الأعضاء في مجلس التعاون كلفت الأمانة العامة للمجلس بالدراسة الفنية للمقترح وإقرار موافقة نهائية عليه عند إنجازها، موضّحة أن وزراء التجارة الخليجيين ناقشوا في اجتماع عقدوه عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أثر فايروس كورونا على تدفقات السلع والتجارة وسبل إزالة أي عوائق تواجه انسيابها.
وكشفت الوزارة أن وزراء التجارة في بلدان الخليج الستّ يعملون على ورقة عمل خاصة بالأمن الغذائي الخليجي ليتم إنجازها وإقرارها في القريب العاجل لاسيما أن اجتماعات دورية تعقد للوزراء ووكلائهم لمناقشة الوضع الراهن.
ويتضمّن المقترح الكويتي كذلك إنشاء خطوط سريعة في مراكز الجمارك لضمان انسيابية وعبور المنتجات المعيشية الأساسية كالمواد الغذائية والطبية.
التعليق على المبادرة الكويتية بطريقة تقلّل من جديّتها أمر صادم للكويت التي بذلت جهودا لإنهاء الأزمة القطرية
ويتساءل متابعون للشأن الخليجي عن دوافع عودة الدوحة بهذه الكثافة لمحاولة لفت الأنظار إلى أزمتها التي تقترب من دخول عامها الثالث، متوقّعين أن يكون الأمر مرتبطا بما فرضه وباء كورونا على قطر من ضغوط استثنائية تعمّق الشعور بالعزلة لدى قيادتها التي كانت قد أقامت استراتيجيتها لفك العزلة على توسيع علاقاتها مع كلّ من إيران وتركيا، لكنها باتت اليوم ترى عدم فاعلية ذلك الخيار ومحدودية ما يمكن أن تقدّمه لها طهران وأنقرة المأزومتان بشدّة جرّاء الوباء المستجدّ.
وسبق للخارجية الخارجية القطرية أن دعت الاثنين الماضي إلى استثمار جائحة كورونا، لتحقيق تقارب يُفضي إلى حلّ ما يسميه الخطاب السياسي والإعلامي القطري بـ”الأزمة الخليجية”.
كما سبق للشيخ حمد بن جاسم أن ناشد بلدان الخليج إنهاء الأزمة القطرية قائلا في تغريدات على تويتر “أهيب بدول مجلس التعاون وأقول لهم أما آن لكم أن تضعوا خلافاتكم، التي أضرت بكم جميعا جانبا، وأن تجلسوا على مائدة واحدة لوضع الاستراتيجيات التي تخفف على شعوبكم ما ستواجهه من تبعات قد تطال وتغير كثيرا من الثوابت والمحرمات التي كان يحترمها المواطن الخليجي ويلتزم بها”، متوقّعا أن ما بعد أزمة كورونا لن يكون كما قبلها.
وتقول قطر إنّها نجحت في تجاوز تبعات المقاطعة المفروضة عليها، لكن متابعين للشأن القطري يقولون إنّ الدوحة تظل في حاجة ماسّة لحاضنتها العربية والخليجية.
ويقول هؤلاء إنّ محاولة الدوحة ربط تنفيذ أي مبادرة جماعية خليجية، بإنهاء المقاطعة هو ما يشكل خطرا حقيقيا على مجلس التعاون، ويلغي إحدى أهمّ خاصياته المتمثّلة في قدرته على فصل القضايا والتجاوز على الخلافات خصوصا في أوقات الشدائد والأزمات بما ضمن له الاستمرارية وتحقيق بعض الإنجازات لشعوبه.
المزيد ...
المزيد ...
المزيد ...
المزيد ...