جبهة للرشاوى والأكاذيب!؟

لا أدري إن كنت سأهنئ الشهداء في رقدتهم الأبدية، أم أبكي عليهم وأستخسر تضحياتهم ودماءهم الزكية التي أزهقت حبا للوطن، لأنهم لم يحضروا ويروا الصراع الدائر في جبهتهم التي حملوا لواء الجهاد باسمها، بعد أن صارت عنوانا للطمع والنفاق والكذب، صارت مرتعا للصوص ومطية للوصوليين.
هل يستحق بن مهيدي الذي اقتلعت جلدة رأسه وتعرض لأقصى العذاب، أن تدنس لِصّةٌ اسم جبهة التحرير، وتبتز المناضلين باسمها في سباق النفاق الذي يسمونه برلمان؟ وهل كان عميروش أسد جرجرة سيسكت، والقيّمون على الجبهة يسيئون لتاريخها بهذه الصورة المشينة.
جبهة اللصوص وخونة العهد قدمت أمس شهيدا لها على مذبح الطمع والرشاوى، رجل يموت بسكتة قلبية بسبب الصراع على احتلال المرتبة الأولى في قائمة الجبهة بتيارت، وحسب ما يتداوله حديث المواقع أن الرجل دفع الملايير لشراء النيابة، لكن هناك من هم أشطر فلا المال عاد ولا هو فاز بالترتيب ”فانتحر” بسكتة قلبية فضحت المستنقع الذي وصلته جبهة شاهد الزور ولد عباس.
”سارق يسرق سارقا” يقول المثل الشعبي، والغلبة لمن استطاع، ويبدو أن إحدى حراير الجبهة تكون مكلفة بمهمة، ضبطت في ممارسة الفعل المخل بالحياء، وهل هناك فعل مخل بالحياء أكثر من تلقي رشوة بالملايير؟ يا لخسارة شبابك يا مليكة قايد، ويا لخسارة دمائكن يا شهيدات الجزائر، وفاجرات يركبن على جهادكن وعلى أسمائكن ويبعن شرفهن بالرخيص، بملايير الرشاوى؟
ليس هذا هو مفهوم حق المرأة في النضال وفي تبوؤ مناصب القيادة الذي طالبت به المناضلات الجزائريات الشريفات أثناء الثورة وبعد الاستقلال، نساء الجبهة اليوم أو بالأحرى بعضهن يسئن للمرأة الجزائرية ويرهنّ مستقبل الشريفات، ويجعلهن يعزفن عن النضال، فقد صار النضال مرادفا للّصوصية والوصولية. ففي الجبهة وحدها وفي أقل من أسبوع صدم الرأي العام بأخبار الموت وتلقي رشاوى وخيانة التخابر مع الخارج، وهي جرائم كانت ستؤدي إلى حبل المشنقة لو ما يزال الرجال على العهد.
نعم الجبهة التي كانت تقطع أنف المدخن وتقتل من خان الأمانة لأن الثورة العظيمة لا تقبل بالخونة، صار مناضلوها يقترفون أبشع الجرائم جهارا نهارا، والمصيبة أنهم يوقعون أفعالهم باستعمال اسم رئيس الجمهورية، الرئيس الشرفي للجبهة، فهل بقي شرف يا سي جمال بيك؟
YOU for information technology