رأي
الأحد 26 يونيو 2022 05:28 مساءً

نادية المفلحي ..موهبة تتألق في ميدان الفن التشكيلي

د. علي صالح الخلاقي
أماط صديقي النبيل الأستاذ الأديب فاروق المفلحي، في مقالته "موهوبون من بلادي"، اللثام عن موهبة فنية تتألق في مجال الرسم بموهبتها الفطرية، هي قريبته، ابنة بلدة "الجُربة" حاضرة مكتب المفلحي، الفنانة التشكيلية المبدعة نادية المفلحي  ابنة الأستاذ الشاعر يحيى أحمد المفلحي، والتي تعلمت الرسم بالفطرة منذ طفولتها المبكرة وصقلت موهبتها بالممارسة والاطلاع المستمرين حتى أتقنت الرسم التشكيلي فأبدعت فيه، وهي اليوم تتالق في سماء الإبداع الفني حتى أنه يرشحها لنيل جائزة الدولة وتشجيعها للمشاركة الدولية لعرض بعض لوحاتها المدهشة.
 
 
لم استغرب منه ذلك، فهو من يأخذ بيد المواهب المختلفة ويشجعها، ومثلها تستحق التشجيع فهي مبدعة حقاً ، كما تقدمها لنا لوحاتها الأولية،  وأعترف أنني شخصياً ظننت أنها فنانة تشكيلية محترفة وخريجة كلية فنون جميلة منذ رأيت للوهلة الأولى بعض لوحاتها الفنية التي سبق لنا أن تعرفنا عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي..وقد لفتت مشاركتها في أحد المعارض الفنية في عدن انتباه كل متذوقي هذا الفن الجميل والمهتمين به، واستحقت بجدارة الإشادة بموهبتها وبأعمالها الفنية التي شاركت فيها ، فقد كتبت الأستاذة منى حداد تخاطبها في  تغريدة لها في 10مارس الماضي تقول:" كل فن هو تحفة، الشابة نادية المفلحي  فنانة بالفطرة.. رسمك يعطيني شعوراً رائعاً، لوحة تبدو وكأنَّها صورة حقيقية .. عمل فني رائع أنت في القمة..إلى الأمام  يامبدعة.. بالتوفيق والنجاح ومزيداً من التألق".
 
كما أثنت على لوحتها (الفلاحة اليافعية) في تغريدة أخرى بقولها:"تسلم أناملك ابنتي نادية، لوحة في قمة الروعة، أتمنى نشوف لك معرضاً خاصاً بأعمالك في المستقبل..أبدعتي والله..تحياتي".
 
كما علمت من صديق لي أنه تم تكريمها اليوم في مدرسة الشهيد عبدالقوي في المفلحي تقديرا وتشجيعا لها.. وهذه خطوة يُشكرون عليها.. 
 
الفنانة تتناول في رسوماتها مواضيع متنوعة وتستهويها أكثر البورترية، إذ تبرز فيها الكثير من  التفاصيل الدقيقة التي تعطي جمالية للوحة وتظهر المعالم والملامح الدقيقة للشخصية التي ترسمها، ومن أبرز أعمالها لوحة رائعة ومميزة للشهيد القائد منير محمود أبو اليمامة، عبرت من خلالها عن الوفاء للشهيد الذي هز رحيله كل الوطن، كما خصّت والدها الشيخ يحيى أحمد ناشر المفلحي بلوحة بديعة،أظهرت واقعيتها، ومزجت فيها مشاعر الحب والعرفان والوفاء التي تجلت بوضوح في تعابير وجه والدها الذي يعتبر المشجع الأول لها في ممارسة وتطوير موهبتها ولها بورترية للشيخ المستنير قاسم عبدالرحمن المفلحي شيخ مشيخة المفلحي رحمه الله وآخرين.
 
كما حظيت المرأة بنصيب وافر من لوحاتها، وتجذبها بشكل خاص الموضوعات التي تتعلق بجمال المرأة وقوتها وحضورها الفاعل في المجتمع، ومن ذلك لوحة ناطقة لمرأة يافعية فاتنة بثياب الفرح التقليدي وبكامل زينتها التي كانت تبدو فيها المرأة في الأفراح والمناسبات كملكة من ملكات حِمْيَر، فخلدت ذلك الزّي النسائي وزينة المرأة، التي سادت ثم اختفت، وأرّخت لذلك بلوحة فنية جميلة ، ولها لوحة أخرى لفتاة بالزي النسائي العدني محاطة حول عنقها بعقد من الفل، وهي لوحة من ذات البيئة التي تعيش وتبدع فيها، فضلاً عن لوحتها المعبرة لدور ملائكة الرحمة  في مواجهة وباء كرورونا، وكذا لوحة الفلاحة اليافعية المكافحة وهي تشارك في الحقل وكذلك لأمراة مسنة ورغم التجاعيد التي تظهر على ملامح وجهها الا أنها تبدو قوية تتحدى الزمن ..الخ.. ولا شك أنها تعكف على أعمال أخرى ستفاجئنا بها في قادم الأيام.
 
لقد حباها الله بمواهب متعددة شغفت بها منذ طفولتها، فإلى جانب عشقها للرسم بكل الألوان، بما في ذلك الرصاص والفحم والنسكافية، فإنها تنظم الشعر وتهوى كل ما له علاقة بالفنون، تقول عن نفسها:
 
"أحب الرسم وكتابة الشعر وكل ما له علاقة بالفنون.. بدأت الرسم منذ الصغر وأحببته وتعلمته بالممارسة والإطلاع، أرسم بالفحم والنسكافية والألوان بكل أنواعها.. فمثلاً الرسم بالنسكافية قريبٌ جداً لي ولكثير من المتذوقين للفن كونه فناَ جديداَ ويحتاج حرفية أكثر وغير مشهور..فللقهوة رائحة تشبه الصباح بجماله، وعشقي لها يأتي من كوني نشأت بأرضٍ تزرع البُن وتعشقه، حيث أنه من الممكن لملعقة صغيرة من القهوة أن ترسم لوحة جميلة وتنقل مشاعر عميقة عبر مزجها بالماء، فأصنع لوحة جميلة من كوب قهوةٍ بدايةً من رغوته حتى عُمق ترسباته..وهنا يكمن الجمال". [مجلة حروف أدبية، العدد 6، إبريل 2022، ص42]. 
  
ومن الواضح أنها محضت هذه المواهب حبَّها واخلاصها وتعهَّدتها بالتَّمرين والتَّنشيط والإطلاع الذاتي، وبمرور الأيام اكتسب خبرةً ومهارةً دفعتها لإظهار مواهبها الكامنة على الملأ، بعد حصولها على التشجيع المحفز لها وقناعتها وتيقنها من جودة أعمالها، لا سيما في مجال الفن التشكيلي وهو الحقل الذي ولجت أبوابه بقوة وتسير فيه واثقة الخُطى (تمشي مَلكاً) وفرضت وجودها وإبداعها في ساحات الفن التشكيلي خلال وقت قصير، والمستقبل ينتظرها وينتظر ممن تتحلى بهذه الموهبة والحماسة المزيد من العطاء الفني..
 إنها الرسامة التشكيلية (نادية المفلحي).. احفظوا هذا الاسم جيدًا لأنه سيكون لها شأن في ميدان الفن التشكيلي الذي أحبته عن موهبة وإطلاع، ودون تأهيل تخصصي، وبرزت فيه خلال وقت قياسي، ونأمل أن تلقى التشجيع والدعم، وتحظى باهتمام القائمين بأمور الثقافة في العاصمة عدن، وأن تُتاح لها فرصة المشاركة في معارض الفنون التشكيلية داخلياً وخارجياً، واقتناء لوحاتها الفنية، كما حدث في المعرض الذي شاركت فيه وهو جزء من التحفيز والتشجيع لاستمرارية إبداعها، كما أشارك صديقي الأستاذ الأديب فاروق المفلحي ذات الأمنية بأن تُتاح لها فرصة الدراسة الجامعية التخصصية لدراسة الفن التشكيلي في جامعة عدن، ومع ذلك فهناك الكثير من الفنانين المبدعين من أمثالها أوصلتهم مواهبهم إلى العالمية، دون أن يحصلوا على تخصصات أكاديمية أو يتتلمذوا على يد فنانين كبار، وأصبحوا أسماء لامعة في مجالاتهم.
وهذه الكلمات مجرد تحية لهذه الموهبة المتفتحة في سماء الإبداع الفني.. ومسك الختام نشد على أيديها لمواصلة مشوارها الفني الذي قطعت فيه شوطاً كبيراً إعتماداً على موهبتها وإطلاعها، وبالدَّرَبة والممارسة والمزيد من الإطلاع ستتضاعف نجاحاتها، ونثق أنها مثلما شقت طريقها بنفسها ودأبت على تطوير موهبتها منذ الصغر، فأنها لجديرة أن تواصل مشوارها بثقة أكبر في عالم الفن التشكيلي وننتظر منها بكل شوق أعمالا مميزة بتميز موهبتها وإبداعها.
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology