رأي
الجمعة 03 يونيو 2022 12:35 صباحاً

حينما يكون التخرج فرحة تشمل الجميع

د. علي صالح الخلاقي

 

يوم أمس الأربعاء ، الموافق 1 يونيو 2022م، كان بالنسبة لي في شيكاغو يوماً استثنائياً..إذ شاركت حفل تخرج حفيدي أيمن أوسان، الذي أُحِبُ أن أَطلق عليه (دكتور أيمن) لطموحه أن يواصل تعليمه حتى الدكتوراه، أسوة بجده ، كما يقول منذ طفولته.. وها هو يتجه بثبات نحو الهدف (واثق الخطوة يمشي ملكاً).

وحسب النظام التعليمي في الولايات المتحدة الأمريكية يبدأ التعليم من صف أول إلى خامس (المرحلة الابتدائية- (Kelementary school، ومن صف سادس إلى ثامن (المرحلة المتوسطة- middle school)، ومن سنة تاسعة إلى الثانية عشرة (المرحلة الثانوية-High schoo). 

 وهكذا يكون أيمن قد أكمل المرحلة المتوسطة، أو الصف الثامن، وسينتقل إلى الثانوية العامة في العام الدراسي القادم، أو (الهاي سكول- High schoo) وهي الجسر الموصل إلى الجامعة.. وقد سبقه شقيقه الأكبر محمد أوسان الذي أنهى هذا العام الأول ثانوي، ونتمنى أن نحتفي بتخرجهم في تخصصاتهم الجامعة إن شاء الله..لا سيما وأن جيل اليوم هنا من أبناء المهاجرين يتنافسون في الدفع بأبنائهم وبناتهم في التعليم وتشجيعهم للحصول على تخصصات علمية وفقاً لرغباتهم واهتماماتهم.

ما أروع أن يكون يوم التخرج عيداً لكل الطلاب بحضور أسرهم الذين يشاركون أبنائهم فرحتهم، ويفرحون لفرحهم، بل أن فرحتهم تكون أكبر وأعظم، وتشمل كل الأهل والأقرباء، وهذا ما كان.

ورغم أن الحفل جرى في ميدان الكرة الخاص بمدرسة(Conrady Jr High)، فإن حضور الأهالي كان ببطاقات الدعوة المحددة تحسباً لكي لا يزيد عدد المدعوين عن السعة الاستيعابية ، وقد حصل أيمن على بطائق كافية لمشاركتنا له، وحرصنا على الوصول قُبيل الوقت المحدد، لأنه لا يسمح لمن تأخر عن الوصول فبعد السابعة مساءً، وهو موعد بدء الحفل، وكانت الشمس ما زالت ساطعة في طريقها إلى الغروب.. وهكذا توزع الأهالي من الرجال والنساء على المدرجات الواقعة في جهتي الميدان.

وفي الوقت المحدد في السابعة مساء، دخل الخريجون من الطلاب والطالبات بصفوف منتظمة وهم يرتدون الزي الموحد للتخرج المتمثل بالبدلة ذات اللون الأسود مع قبعات سوداء، مزدانة بذؤابة ذهبية، وحول أعناقهم قطعة صفراء اللون ..كان منظرهم بهيجاً وهم يدخلون بنظام على أنغام الموسيقى ليتحتل كل منهم الكرسي المخصص له في ساحة الميدان، ومقابلهم كان المسرح المتحرك الذي نُصب خصيصاً لهذه المناسبة، وهناك جلست إدارة المدرسة ..

بدأ الحفل بكلمة قصيرة باللغة الإنجليزية، ثم تكررت باللغات: العربية، ثم الاسبانية، ثم البولندية. ويبدو أن لهذه اللغات صلة بعدد الطلاب الخريجين المنتمين إليها، وهو ما أثار انتباهي وعرفت لاحقاً بأن ممثلي هذه اللغات يمثلون غالبية ملحوظة من الجاليات في شيكاغو وكذامن أعدادا الطلاب والطالبات، وكانت الكلمة القصيرة توجيهية تطلب من الحضور الانتباه وإطفاء جوالاتهم خلال فقرات الحفل.

ثم بدأ الحفل رسمياً وفي أجواء بهيجة ومهيبة بالنشيد الأمريكي الذي وقف له الجميع، ثم كلمة إدارة المدرسة، وكلمة عن الطلبة الخريجين، وتقديم أغنية من عدد من الطلاب والطالبات احتفاءً بهذه المناسبة.

وجاءت اللحظة الحاسمة التي حضر الأهالي من أجلها وهم يحملون باقات الزهور أو الهدايا الرمزية ونحو ذلك، حيث تم إعلان أسماء الطلاب الناجحين، وصدحت عبر مكبر الصوت أسماء تستدل منها على أصول الطلاب من مختلف الأجناس والقوميات,. عربية واسبانية وأمريكية وأفريقية وغير ذلك.. إذ أن المدرسة تمثل نموذجاً مصغراً للمجتمع الأمريكي الذي يتعايش فيه كل من ينتمي إليه من مختلف الأعراق والأجناس والأمم، فالكل سواسية هنا أمام القانون الذي لا يفرق بين أحد منهم بسبب جنسه أو لونه أو لغته الأصلية أو ديانته ..الخ.

ولا أخفيكم أنني سررت جداً حينما رأيت عائلات عربية ويمنية، وخاصة من يافع يحتلون أماكن ملحوظة في الدرجات، بما يعني أن لهم أقرباء من الطلاب الخريجين، وبالطبع تناهت إلى مسامعي أسماء عربية عديدة من بين الخريجين: محمد ، أيمن ، فاطمة، يوسف، علي، عبدالله، ..الخ، بل وأسماء عائلات مثل..الخلاقي، جعموم، الشربيني، الصلاحي...الخ، وحينما كان يعلن اسم الطالب أو الطالبة لاستلام شهادة التخرج ترتفع في ذات الوقت في المدرجات أصوات الفرحة من قبل أهاليه..  

وبمثل ما بدأ حفل التخرج بدخول الطلاب والطالبات في طوابير منتظمة على جهتي ساحة الحفل، كان خروجهم كذلك من الجهة الأخرى بعد الإعلان عن انتهاء الحفل الذي عبرواً عنه برفع قبعاتهم في السماء مع أصوات عالية تنم عن فرحتهم بهذه المناسبة التي يودعون فيها مرحلة ويتأهبون لمرحلة جديدة في سلم التعليم، وشاركهم الأهالي بالتصفيق الحار والصراخ بكل اللغات تعبيراً عن الفرحة التي شملت جميع الحضور وعمت أرجاء المكان. ثم أخذ الخريجون يتجمعون لالتقاط الصور التذكارية مع زملائهم ومع أهاليهم..

وكان لنا أن عانقنا (أيمن) بحرارة مهنئين، ثم التقطنا معه بعض الصور التذكارية..

وفي البيت كان الحفل الأسري بهذه المناسبة الذي شمل الأقارب من الأهل والأصهار ممن شاركوا أيمن فرحته..

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology