رأي
السبت 12 مارس 2022 07:45 مساءً

العلم وما ادراك ما العلم

نبيل محمد العمودي
العلم هي المنطقه الفاصله حاليا بين محافظات أبين وعدن ولحج هذه النقطه الصغيره من الجغرافيا تحكي تاريخيا طويلا من الصراع مرت عليه سلطنات وممالك ودول عظمى وهو يحكي تاريخا مهما لهذا الجزء من المنطقه ومن العالم .
 
لكن أبرز صراع قريب حصل في هذه المنطقه ويمكن الوقوف عنده والحديث عنه هنا في هذه العجاله هو الصراع او الخلاف البريطاني مع الفضول او سلطنة الفضلي ومن يسمون ال فضل حيث شهدت هذه المنطقه الممتده من جبال عمران غربا إلى جبال شمسان ومعاشيق جنوبا ورمال الفيوش صراعا داميا بين سلاطين ال فضل وقبائلهم والقوات البريطانيه التي احتلت عدن حيث اندلعت حرب رفض واستنزاف  بين ال فضل والبريطانيين استمر قرابة ثلاثين عاما منذ أواخر 1800 ميلاديه والتي كان يقودها السلطان احمد بن عبدالله بن أحمد المكسر الذي توفى عن عمر يناهز المئة عام ثم خلفه ابنه السلطان حسين بن أحمد بن عبدالله المكسر الذي استمر في المقاومه طويلا إلى ان تشتت قوات ال فضل  وضعفوا ووهنوا واجبر السلطان حسين على توقيع تعهد بأن يوقف المطالبه بعمران والبريقا إلى بلاد العبدلي وانسحب إلى زنجبار  وفي ذات الوقت اتفق  العبدلي والعقربي مع الانجليز انه مقابل اخراجكم  للفضلي من هذه المناطق  سنبيع لكم  البريقاء والخيسه والشعب إلى الشيخ عثمان وهي المناطق التي كانت خاصه بقبائل الفضلي .
 
بعد انسحاب السلطان الفضلي وعودته إلى زنجبار ذهب اليه الانجليز حتى يوقع على اتفاقية الحدود مع الانجليز و العبدلي والعقربي وحين رفض من ذلك نفت بريطانيا السلطان حسين بن أحمد المكسر وولديه عبدالله وصالح حسين أحمد المكسر إلى منطقة كراتشي بالهند حيث مات ابنه صالح حسين أحمد المكسر هناك بسب مرض الجدري وبقي السلطان حسين وابنه عبدالله في المنفى بكراتشي قرابة خمسة عشر عاما وظل رافضا رفضا باتا التوقيع على اتفاقية الحدود الذي يريد الانجليز فرضها عليه .
 
حين تم نفي السلطان حسين بقي ابنه الاصغر  أحمد بن حسين الذي الذي اخذ حمل قيادة السلطنه وعمره 13 عاما وخلال مدة نفي والده وأخويه مارس الانجليز كافة أشكال الضغط عليه لتوقيع اتفاقيه حدود العلم واتفاقية الحمايه مع بريطانيا وعندما عجزت بريطانيا عن ذلك قايضته بأنه مقابل توقيعه على حدود الفضلي إلى منطقة العلم واتفاقية الحماية سيتم إعادة والده السلطان حسين واخوه عبدالله من المنفى في كراتشي وفعلا وقع السلطان احمد بن حسين على اتفاقية الحدود وفور عودة والده السلطان الشرعي من المنفى عزل ابنه السلطان احمد بن حسين من الحكم بسبب توقيعه اتفاقية حدود العلم .
 
انتهت كامل ذرية السلطان حسين ابن أحمد ورفضت الاعتراف باتفاق العلم  الحدودي مع الانجليز إلى أن توفى السلطان حسين بن أحمد عبدالله المكسر عن عمر يناهز ال 120 عام  جاء ابنه عبدالله الذي رفع العلم الانجليزي على حصنه وهو ما رفضته قبائل ال فضل وانتقدت الأمر بشده لكنه قال لهم عندما اخذتنا بريطانيا للمنفى انا ووالدي واخي لم تقوموا معنا وهذا كان عتابا شديدا من السلطان الذي انتقدته قبائله بسبب رفعه العلم الانجليزي على حصنه في زنجبار انه عندما نفته بريطانيا ووالده وأخيه إلى كراتشي لم تقم القبائل معهم واستمر رفض اتفاق حدود العلم والحمايه مع الانجليز في اربعينيات من القرن الماضي عندما كان السلطان صالح بن عبدالله بن حسين الفضلي سلطانا ل ال فضل فعند اندلاع الحرب العالميه الثانيه تواصل السلطان صالح الفضلي مع القوات الالمانيه مبديا رغبته بالتعاون معهم ضد الانجليز في عدن وعند علم  الانجليز بذلك أسرته ومن معه ووضعته في حصنه بشقره ثم ضربت شقره بعدد من الغارات الجويه اضطر السلطان صالح ومن معه للهرب إلى الجبل ودمرت الغارات البريطانيه الحصن بشقره وبعد مفاوضات معه سلم السلطان صالح الفضلي نفسه ونفته بريطانيا إلى تنزانيا لمدة تسع سنوات حيث ترك إخوانه حسين بن عبدالله واحمد بن عبدالله وناصر بن عبدالله وهم قصر فعين  عليهم البريطانين السلطان عبدالله عثمان وصيا وتعيين حسين بن  عبدالله نائبا حيث تم الاتفاق مع الانجليز وتم إدخال التعليم إلى سلطنة الفضلي و كذا دلتا أبين والاداره إلى منطقة الفضلي وبعد وفاة السلطان حسين بن عبدالله الملقب بالنائب صعد إلى حكم السلطنه السلطان احمد بن عبدالله بن حسين الفضلي الذي رفض اتفاقية حدود العلم مع الانجليز والحمايه مجددا واقتحم  مطار عدن بخور مكسر ومكث فيه ثلاث ساعات وبعدها سرعان ما ان تم نفيه بسب رفضه اتفاقية حدود العلم واتفاقية الحمايه والتحق بالزعيم جمال عبدالناصر ثم اعتلى حكم السلطنه السلطان ناصر بن عبدالله الفضلي الذي ما لبث فتره قصيره من الزمن في حكم السلطنه وبعدها خرج الانجليز ومعهم جميع سلاطين الجنوب وتاسست جمهورية اليمن الجنوبيه ثم اليمن الديمقراطية إلى ان تمت الوحده عام 90 وتاسست الجمهوريه اليمنيه والذي تحول بعدها تسمية سلاطين الجنوب إلى مشائخ حيث أصبح الشيخ طارق بن ناصر بن عبدالله بن حسين بن احمد الفضلي شيخا ل ال فضل وخلال  الفتره الممتده من ذلك التاريخ إلى اليوم سجن الشيخ طارق الفضلي ووضع تحت تحت الاقامه الجبريه   اكثر من مره ثم نفي إلى  عدن وهو موجود بها إلى اليوم وكل ذلك بسبب رفضه لحدود منطقة العلم ومطالبته بالحق التاريخي و بالأرض التاريخيه ل ال فضل .. انه العلم ايها الساده الذي عنده تقف الدول والممالك والامبراطوريات العظمى  وتقوم دول وتنتهي دول وآخرها ضربة قوات التحالف للقوات الشرعيه التي أرادت الدخول إلى عدن ...  العلم  تاريخ من الصراع الذي يرفض ال فضل وسلاطينهم ان يفرضه عليهم احد وهو الانطلاقه مستقبليه لاي وضع قادم اخر محتمل.
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology