رأي
الأحد 20 فبراير 2022 09:53 صباحاً

شيخ ودكتور وعميد حرامي

صالح هتلان
 
بعد فضيحة الشهائد المزورة التي نشر وتحدث عنها كثير من الاعلاميين ونشطاء التواصل الاجتماعي وبعض المواقع المهتمة بالتحقيقات الاستقصائية والتي تتحدث عن حصول كثير من المسؤولين في اليمن على شهائد دكتوراه مزوره ومن جامعات إلكترونية لاوجود لها على ارض الواقع.
 
تذكرت حينها الفيلم المصري " مواطن ومخبر وحرامي" رغُم اختلاف بسيط في بعض التفاصيل مابين قصة الفيلم و ما بين ما يحدث في اليمن وخصوصا بعد 2011م من تناغم وانسجام بين المتسلقين والفسادين والحرامية والذين يدعون الثقافة والادارة القيادية , إلا انها لا تختلف كثيرا عن قصة الفيلم فكلاهما فاسد وتجمعهما المصلحة الشخصية الفاسدة لا غير.
 
واعتقد أن لنا تجربة لازلنا نعيشها حتى الان في اليمن و "خصوصا بعد 2011م" بعد ان سقطت الدولة او بالأصح شبه الدولة التي كانت موجوده حينها , لنتفاجئ في مابعد ذلك بظهور حجم الفساد الكبير والعميق,  فساد كبير وكثير وأنحطاط على كل المستويات دون مراعاة أي مشاعر او مقاييس او أي اعتبار لأي معيار أخلاقي على الأقل.
 
فقاطع الطريق والبلطجي والفاشل  ما أن يحصل على قليلاً من المال سواء من  نهب المال العام بالقوة والفتوة أو بـ المداحشة  تحت مسمى "النضال والكفاح"  او من عرق وشقاء المظلومين الذين لاحول لهم و لاقوة  او من دعم من دار الندوة واللجنة المُنبثقة منها  او من حزب السفرجل العميق او استخبارات الهات شل وابشر, إلا وأن ذلك الفاسد اصبح شيخ بحراسه ومرافقين  وكاتب رسمي وناطق رسمي ومندوب "سيامي"  للقات والسجائر والتنمباك للشيخ القاضي العرفي والأمين الشرعي و رئيس "محكمة من حضر كفى" الابتدائية في جمهورية "يستاهل البرد من ضيع دفاه" ..! 
ايضاً وفي نفس السياق وبما ان الحديث بخصوص الشهائد المزورة والتزوير فلا يمكن ان   ننسى موضوع صرف  الرتب العسكرية ( المزورة المخالفة للقانون ) والتي انتشرت كثير وخصوصا بعد 2015م والتي تم توزيعها بشكل علني, وبشكل خفي اكثر من اجل شراء ولاءات كثير من الشخصيات التي اشتروها وضمنو ولائها  مقابل النجوم العسكرية على اكتافهم  وتم منحها ايضا لـ اخرين كـ مكافأت لولائهم الحزبي بعيدا كل البعد عن القانون ونصوصه الصريحة والواضحة , فجعلوا من المدنين الموالين او الذين اشتروا ولائهم للحزب عقداء وعمداء ورواد ومقدمين ونقباء في مخالفة صريحة وواضحة للقانون وتجاوزه دون مُبالاة.
 
بل وصل بهم الأمر انهم لم يكتفوا بتوزيع تلك الرتب المخالفة للقانون والدستور حتى جعلوا من هؤلاء الذين اشتروا ولائهم بتلك الرتب والنجوم العسكرية او الذين كافئوهم على ولائهم بأن سخروا كل جهودهم بحكم سيطرتهم على ادارة جميع مرافق الدولة , والتي من خلالها قاموا بتعيين وتولية هؤلاء الجهلة العابثين التابعين لهم الذين اشتروهم بتلك الرتب  بـ ادارة وقيادة  بعض مرافق الدولة الهامة والحساسة, وذلك واحد من ابرز الاسباب التي زادت من معاناة اليمنين من حيث أطالة أمد الحرب واتساع رقعتها ليشمل ضررها كل مواطن من جميع النواحي والاتجاهات.
 
كذلك لايجب ان ننسى ماهو الأهم والمُهم , وهو ماتطرق له  كثير من الأخوة الاعلاميين ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعية والمواقع المهتمة بالأمر, وهو موضوع سهولة الحصول على الشهائد الجامعية بـ اعلى مستوى لكثير من المسؤولين المدنيين الصادرة من جامعات وهمية او مزورة وسكوت وصمت الجهات المُختصة في حكومتنا الموقرة المحترمة جدا جدا, وهذه مصيبة وكارثة اخرى واكثر من تسبب فيها هُم اؤلائك المسؤولين و بعض موظفي الدولة  للأسف, وهذه مصيبه وواحد من ابرز تلك النتائج الكارثية التي ستخلفها الحرب في اليمن, ان هذا النهج الرخيص الذي اقدم عليه بعض الفاسدين والرخيصين سيؤثر كثيرا على نفسية ومستوى طلبة العلم وخصوصا من هم في اواخر مراحل التعليم العالي او الذين وصلوا الى اعلى مراحل التعليم العالي الذين اخلصوا وضحوا بسنوات طويلة من عمرهم من اجل الوصول الى اعلى المراتب العلمية التي خاضوا وضحوا فيها بدمائهم وعرقهم وسنوات من أعمارهم  ليتفاجؤوا بـ  فاسد سلتوح   تبارك له الجهات والوجاهات الرسمية والحكومية على نيلة شهادة دكتوراة  مزوره او من جامعة وهمية او غير مُعتمدة وفوق ذلك يتم تعيينه مدير او مستشار او نائب او قائد بدرجة مطبل بدرجة اولى, حتى انه اصبح لقب الدكتور يسبق كثير من اسماء الصيادلة ومساعدي الطبيب وفني المختبر والأشعة  والممرض والقابلةُ والمشائخ والمتمشيخين والعمداء والعقداء والمهندسين ..الخ, 
بينما الدكتوراة تعتبر أكبر شهادة علمية في أي تخصص كان, بينما هؤلاء جعلوا من تلك الشهادة وذلك اللقب مثل فرزة الهاشمي من جاء ركب, حتى اننا وصلنا الى بلد المليون عقيد ومليون عميد ومليون شيخ ومليون دكتور واكثر من مليون مطبل ! 
 
في الأخير, نصيحتي للجميع  اما  وأن نقف جميعاً ونرتص كُبنيان واحد ثابت من أجل رفض ونبذ الفساد وبكل انواعه واشكاله ونواحية  بشكل عام من اجل استعادة الدولة وارساء وتثبيت والتنفيذ الصحيح لكل مفردات الدستور والقانون ولوائحة التنظيمية ..الخ, او ان نصمت ونتجاهل ونجامل ذلك ليستمر الانقلاب والتمرد والفساد ويتطور حتى ان يصل الى مراحل تصعب علينا مقاومته او ردعه وحينها ستكون الفاتورة اكبر بكثير من الأن , محاربة الفساد والاتزام بالنظام والقانون هو جزء مهم واساسي في استعادة الدولة وانهاء الانقلاب والتمرد.!
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology