رأي
الأربعاء 14 أبريل 2021 05:27 صباحاً

البُن اليافعي موروث وثروة وطنية الحفاظ عليها مسؤولية الجميع

عبدالقادر السميطي

في منتصف السبعينات , كانت الفترة الذهبية لزراعة البن , في يافع كماً ونوعاً.. حيث كان هناك اهتمام من قبل الدولة في هذا الجانب.. ولكن للأسف الشديد , سرعان ما تبخر هذا الاهتمام ؛ نظراً لظروف سياسية واقتصادية مرت بها بلادنا.. وهذه كانت بمشيئة الله سبحانه وتعالى.. 

 

وهنا اسمحوا لي أن اطرح هذا السؤال... وهو ماذا يجري للبن اليافعي في الوقت الحاضر...؟ 

 

والإجابة على هذا السؤال , من وجهة نظري المتواضعة , ومن واقع المشاهدات خلال تنفيذ الدورة الخاصة , في تقليم البن للفترة , من ٢٨مارس إلى ٨ ابريل من عام ٢٠٢١م , في كل من رصد وسباح و لبعوس و المفلحي والحد ويهر , والذي نظمتها مجموعة الزراعيين , بدعم من مؤسسة يافع للتنمية . 

تدهور كبير في محصول البن , القائم والمزروع منذ أكثر من أربعين عاما..

 

دخول أصناف دخيلة مجهولة المصدر , ومن المتوقع دخول أمراض وأفات جديده , لم تعرفها منطقة يافع من قبل. 

لجوء معظم المزارعين , وفي كل مناطق يافع ؛ لإخراج التربة الغنية بالعناصر الغذائية , والتي تأتي بها السيول المتدفقة , من السهول والجبال من مناطق بعيدة .

 

انعدام الثقافة الزراعية , لدى المزارعين , بسبب عدم َوجود مرشدين زراعيين في المنطقة . 

 

ضعف دور إدارة الزراعة والري , في كل مديريات يافع , بسبب عدم وجود مكاتب للزراعة , وعدم اعتماد موازنة تشغيلية للزراعة . 

 

عزوف المزارعين , عن زراعة البن , بسبب الأسعار الهابطة , وعدم قدرته على تصدير محصوله ؛ وذلك بسبب يعود إلى عدم وجود إنتاج مطابق , للمواصفات ومقاييس جودة محصول البن. 

 

كيف وصلنا إلى هذا الوضع؟ للإجابة على هذا السؤال... 

علينا أن نعترف أن معظم مزارعي البن في يافع , لازالوا معتمدين على الطرق الزراعية القديمة , والتي عفا عنها الزمن.

 

عدم وجود التقنيات الزراعية الحديثة , مثل الري بالتنقيط , واستخدام الاسمدة العضوية الطبيعة المتحللة , وبعض أنواع الاسمدة الكيميائية ... وعدم استخدام المكافحة المتكاملة , للآفات والأمراض التي تصيب محصول البن . 

 

قيام َ المزارعون بجرف الترب الجيدة (الطمي- الفنح- الدفر) , من تحت أشجار البن , ورميها بعيدا عن الحقل , وهذا تسبب في فقر التربة , والتخلص من العناصر الغذائية الموجودة في التربة , ويؤدي ذلك إلى ضعف شجرة البن , وقلة الإنتاج وجودته .

 

عدم قيام المزارعون بإجراء عملية التقليم , لأشجار البن , مما يؤدي ذلك إلى ضعف الإنتاج , وانخفاض جودة المحصول. 

 

و المشكلة هنا تكمن , بعدم قيام المزارعون بالعمليات الزراعية اللازمة , التي تؤدي إلى زيادة الإنتاج كماُ ونوعاً, مثل التقليم والحراثة والتسميد والري ومكافحة الآفات . 

 

ومما سبق نستنتج أن الأمر خطير جدا , وعلينا مراجعة الأمر فيما يتعلق بزراعة البن.. 

علينا أن نقول لأنفسنا ماذا نريد؟ 

 

في اعتقادي .. ان الإجابة على هذا السؤال , ستكون من وجهة نظري كالتالي... 

 

نريد الحفاظ على شجرة البن , المزروعة حالياً. 

نريد التوسع في زراعة البن اليافعي , من الأصناف الجيدة المحلية ؛ وذلك من خلال إيجاد مشاتل متخصصة في زراعة البن .

 

نريد إنتاج بُن , وفقا للمواصفات ومقاييس جودة محصول البن.  

 

نريد الحفاظ على التربة , وعدم جرفها أو إخراجها من الأرض الزراعية بحجة واهية .

 

نريد توظيف مهندسين زراعيين ؛ لإرشاد وتدريب المزارعين . 

 

نريد تفعيل دور مكاتب الزراعة والري , في كل مديريات ومراكز يافع .

نريد تشجيع المزارعين المهتمين , والمحافظين على شجرة البن مادياً ومعنوياً. 

نريد انشاء خزانات , وسدود وحواجز؛ لاستقبال وخزن مياه الأمطار , للاستفادة منها , في زمن الجفاف .

 

 

ختاماً لهذا الموضوع , ادعو وزارة الزراعة , ممثله بالأخ الوزير , إلى زيارة يافع بكل مديرياتها , التابعة لمحافظة لحج وابين , للاطلاع على حجم المعاناة لمزارعي البن , هذا المحصول النقدي الهام , الذي ينبقي أن يحصل على نصيب الأسد من ميزانية وزارة الزراعة , ونؤكد على دعم بناء الخزانات و السدود والحواجز المائية.

 

والتنقيب عن المياه الجوفية , لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أشجار البن , والاستمرار في دعم وتشجيع المزارعين , الذين سيقومون بالتوسع في زراعة البن.

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology