رأي
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020 08:22 مساءً

المشهد الأخير .. من معركة تحرير شقرة

أحمد سعيد كرامة
 
 
دفع المجلس الإنتقالي الجنوبي ثمن باهظ جدآ كعربون شراكة استراتيجية وتحالف مبني على الوفاء والأخوة والفزعة للأشقاء بالمملكة العربية السعودية ، تنازل وهادن ورضخ حتى تاكلت جزء من شعبيته .
 
 
الحقيقة التي قد يجهلها غالبية الجنوبيين هي أن الإنتقالي الجنوبي كان مرن أكثر من اللازم حتى عصر ، وياليته كان قاسيا حتى كسر ، فمن بقايا الاكسار أو الشظايا كما تعرف سيخرج جيل جديد أو تنبت أشجار جديدة قوية تواجه تحديات ومؤامرات رفاق الأمس أعداء اليوم .
 
 
أما المرونة ليس بعدها سوى العصر الذي يخلف السوائل ومخلفات تأكلها الدواب ، الحقيقة أنه لم يكن لنا يد في مخرجات حوار جدة غير اللقاءات غير المباشرة المكوكية الفاشلة ،  ووقعنا على إتفاق الرياض الذي صاغته المملكة العربية السعودية وليس طرفي النزاع .
 
 
كل تلك التنازلات التي قدمها الإنتقالي الجنوبي للسعودية وليس للشرعية كان الغرض منها أولا كسب ود المملكة وطي صفحة الماضي العدائي بين جنوب اليمن والمملكة ، وعدت المملكة الإنتقالي بسد فجوة خروج الإمارات من عدن والجنوب والإلتزام بدفع رواتب أكثر من 62 الف مقاتل جنوبي شهريا  بنفس المستوى السابق .
 
 
كما وعدت الوفد التفاوضي وقيادة المجلس بإنشاء محطة كهرباء في عدن بقدرة 120 ميجا وات ووقود لمدة عام قابلة للتمديد بمبلغ يفوق المليار دولار ، وغيرها من مشاريع البنية التحتية ، كل تلك العروض والاغراءات المقدمة كانت من أجل إنتزاع مزيد من التنازلات من أجل عودة الشرعية قبل إقرار مسودة الإتفاق النهائي لإنهاء الحرب في اليمن .
 
 
كعادت الطرف الآخر يضمر لنا الشر والمكيدة دائما ، والتي تجسدت بأحداث يناير التي كادت أن تعصف بالجنوب وبمجلسه الإنتقالي الجنوبي .
 
 
السيد اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي ، السيد نائب رئيس المجلس الشيخ هاني بن بريك ، السيد رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي اللواء بن بريك ، السادة أعضاء هيئة الرئاسة والقادة والسياسيين ، الشيخ سالم أصبح جبهة نهم أخرى ، وقرارنا السيادي صار بيد غيرنا .
 
 
وكثر الدق يفك اللحام ، والقوات المسلحة الجنوبية لن تمكث هناك إلى أجل غير مسمى بموقف الدفاع ، وقطع الرواتب لأشهر طويلة هي رسالة واضحة لتسريح القوات وتفكيكها ، لن ننتظر سقوط الشيخ سالم و زنجبار كسيناريوا نهم وصولا لمشارف مأرب .
 
 
أعتقد أنه خلال هذا الاسبوع إذا لم يكفوا الرئيس وبطانته عن المؤامرات والأزمات المفتعلة سيكونون خارج الملعب بالقريب العاجل ، ضغوط هائلة تمارس على زعماء المجلس الإنتقالي الجنوبي من قبل القادة العسكريين والأمنيين والشعب ، فلن نخسر أكثر مما خسرناه وسنخسره .
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology