رأي
الاثنين 07 سبتمبر 2020 09:56 صباحاً

الوزير (أملس) والمعلم في الميدان أشعت (أقحش)!

حربي المقرعي الصبيحي
هل يستاهل المعلمون كل هذا الجفاء والنكران والجحود ،وهذا التعامل الجلف معهم ،وهم الذين يقضون أعمارهم بين الحيطان الأربعة ،يؤدون أعمالهم بصمت وجلد وأمانة،تبح أصواتهم وتخفت أبصارهم وتحدودب ظهورهم وتشيخ قسماتهم ويصاب البعض منهم بالسل الرئوي جراء استنشاق مخلفات الطباشير كل يوم .
 
الكل صمت وأدار لهم الظهر وتركوا هذه الشموع تحترق حتى النهاية،ولم يقف الأمر عند هذا السلوك المشين بحقهم والمخيب لآمالهم،بوجود الظهيروالمنصف والمدافع عنهم،بل أن البعض ممن يعيشون في أبراج عاجيٌة قد تجنى عليهم بالكتابة في مواقع التواصل المختلفة،مستخدمين بحقهم عبارات نابيةمؤلمةموجعة وتعليقات ساخرةمؤسفة فيها توبيخ وتحقير مر ومجحف وهؤلاء النفر قد تناسوافي غمرة تعاليهم وتبجحهم السخيف أن المعلمين يؤدون عملهم بكل تفانٍ وأخلاص،رغم تأخر مستحقاتهم القانوية لعقودٍ وأعوامٍ .
 
لقد صبر المعلمون كثيراًوغضوا الطرف عن حقوقهم لسنواتٍ طوال،وتساموا فوق مشاعر الغبن وأحاسيس القنوط والإحباط بفعل مايلاقونه من تجاهل وعنت وتهميش من قبل المحيطين بهم فحتى متى،ياهؤلاء،تريدونهم يصبرون وينتظرون أإلى قيام الساعة يوم يبعثون من الأجداث كما خلقوا أول مرٌةٍحفاة عراة ؟!!
 
المعلمون في الأول والأخير هم بشر ويعيلون أسراً لها متطلبات ولوازم حياتية متعددة،يتوجٌب عليهم توفيرها ولو في أدنى مستوياتها،فهل يقدر المعلمون على الإيفاء بها في ظل هذه الظروف الصعبة،وهو محروم من كل شئ،ويعاب عليه بحكم مهنته الشريفة أن يعمل نادلاً في مطعمٍ أو بائعاً متجولاً أو دلالاً في أسواق المواشي ؟!! .
 
يعرف الجميع إن العمليٌةالتربوية والتعليمية سلسلة مترابطة إذا اختلٌت إحدى حلقاتها اختلٌت العمليٌة برمتها،ويعتبر المعلم أهم حلقةٍ في هذه السلسلة، ولكي يؤدي مهمٌته على أكمل وجه يجب الإيفاء بحقوقه كاملةً غير منقوصةٍ،فلا يكفي أن يكون الوزير ( أملس) بينما المعلم في الميدان أشعث ( أقحش)!!.
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology