رحيل الشاعر يحيى علي غالب السليماني

الخميس 18 يونيو 2020 01:46 مساءً عدن لنج/ علي صالح الخلاقي
ما أصعب تلقي الصدمات المتتالية برحيل هامات وطنية وشعرية ، لها رصيدها النضالي والشعري في سفر تاريخنا المعاصر، فلم نفق بعد من هول صدمة رحيل شاعرنا النبيل والصديق زيد حسين ثابت السليماني، في أواخر ابريل الماضي، حتى نُفاجأ اليوم برحيل الصديق  الشاعر يحيى علي غالب السليماني  (أبو حافظ)،  وهو من أبرز شعراء يافع المعاصرين, من مواليد 1953م في  قرية فلسان في مكتب السعدي- يافع. وينتمي إلى أسرة آل السليماني التي يكثر فيها الشعراء, فوالده كان شاعراً, وله ثلاثة أشقاء هو أكبرهم وجميعهم من أشهر شعراء يافع والجنوب وهم: زايد ومحمد(أبو لحمدي) ومحسن (أبوسلطان). قضى الشاعر سنوات عديدة من عمره في مهجره بالمملكة العربية السعودية. وللشاعر قصائد وزوامل كثيرة في مناسبات مختلفة، كما تساجل مع العديد من الشعراء، ولم ينشر من اشعاره إلا القليل. ولا أظن إلا أن الشاعر قد دوَّن جميع أشعاره، وتبقى مهمة أخوانه وأولاده الحرص على نشرها.  
 
وقد ربطت الشاعر أبو حافظ علاقة شخصية وشعرية مع الشاعر الكبير شائف محمد الخالدي, وجرت بينهما مساجلات شعرية بلغت 15 مساجلة تتألف من 30 قصيدة  (بدع وجواب) تشكل لوحدها ديواناً من عيون المناظرات أو المساجلات الشعرية التي عالجت الهم الوطني العام ولامست قضايا الشعب خلال فترة عقد من الزمان بين عامي 1977-1988م حيث كانت أول قصيدة بدع أرسلها الشاعر يحيى علي غالب السليماني إلى الخالدي في  5/1/  1977م، و آخر قصيدة أرسلها للخالدي في 29/3/1988م، ثم توقفت المساجلات بينهما مع استمرار الصداقة، والسبب تفرغ الخالدي لمجابهة ومواجهة أعداد الشعراء الكثيرين من خارج يافع وخاصة من الشطر الشمالي  (الجمهورية العربية اليمنية) الذين انشغل بالتصدي لهم. وكنت قد جهزت مساجلاته مع الخالدي وتهيئتها للنشر في ديوان خاص، وطلبت منه الجلوس معه لشرح بعض ما ورد تلك المساجلات، لكن الظوف لم تمكننا من ذلك ، فضلا عن كونه رحمه الله لم يكن متحمساً كثيراً لنشر أعماله. وأتمنى أن يتحمس لذلك أهله ومحبوه فقصائده وزوامله ومساجلاته تستحق أن تنشر وتخلد لما تمثله من قيم وتحفل به من معاني وما تتعرض له من أحداث أرّخ لها الشاعر بالكلمة الشعرية المعبرة، فقد كان صاحب موقف من وطنه وشعبه، رحمه الله. 
 
ومن دوحة إبداعه الشعري  في حفل زفاف بلبعوس شارك فيه الشاعران الخالدي ويحيى علي غالب بعد الوحدة مباشرة,  فقال الخالدي في هاجله (بدع):
با قول حيَّا الله ليحيى بن علي
 ذي مَثَّل الليله محمد عيدروس
 
قلتوا مشايخ لجل تطوير اليمن
 وا مشيخه ماهل للفلاف الفلوس
 
- فرد عليه الشاعر يحيى علي في هاجل جواب يقول:
يا ذي بدعت القول حيَّا لك وله
 ما يطرحونش يا الحماحم عالرؤوس
 
ما بزقر إلاَّ بالقرون الجاسره
 ما الفسل قد هو ذيل من داسه يدوس
 
• وفي عام 1992م تعرض أحد أبناء آنس –ذمار لحادث صطدام في الطريق إلى صنعاء على يد سائق من ابناء يافع, فذهبت يافع محكمين قبيلة آنس بهذا الحادث المؤسف, وترجز الشاعر يحيى علي غالب السليماني عند الوصول فقال: 
سلام قال اليافعي يالقبيله
 مقدار آنس ذي لها خير الوصوف
 
يملأ بلد آنس وحِمْيَر بأكمله
 قدر المناطق ذي بها شم الأنوف
 
الله قدَّر والقضاء والحكم له
 عن ما حدث اسُوف يافع بالأسوف
 
اليوم جيناكم بشرع القبيله
 والهرج مثل الزهر يحتاج القطوف
 
تحكيمنا معكم وما جاء نقبله
 طبع الجَمل بيشل حمله عالكتوف
 
والعز والتقدير با نتبادله
 من بيننا يبقى كما الكوكب يطوف
 
      وعند الوصول وسماع مضمون الزامل  تم السماح وانتهت القضية.
• وفي حفل زواج عام 1994م, بدأ الشاعر يحيى علي السليماني  يقول:
اتحققت وحده على أرض اليمن
 ذي صابها منها وما هو منها
 
اليوم صنعاء سَمّت اللي في عدن
 ويش با تسمي ذي قده في بطنها
 
- فعقب عليه الشاعر  حمود عبدالكريم السعدي:
الله يحيي كل من حيا بنا
 المرحله لوني ولوني منها
 
ماليوم أكّدنا على بنت اليمن
 من الحسد لازم تسَكِّر لِذنها
 
- فرد الشاعر  يحيى علي غالب بقوله:
الشعب كم يصبر على حمل الثقل
 وين العداله يا قياده وينها
 
لا با تسووا حسبما قال المثل
 قال آيكحلها ويعور عينها
 
• وللشاعر يحيى علي غالب السليماني هذا الزامل الموجه لشيخ فضل محمد عيدروس العفيفي: 
يا فضل سلمتك خطام القافله
 واحنا جنودك بالصراحه والحقيق
 
واحذر تجزعها الطريق العاطله
 ولا تحطِّم ذي قده مبنى وثيق
 
يالعاصمه صنعاء يقول اليافعي
 مني رساله بلغيها للفريق
 
إن شي عداله با التمس في واقعي 
 
 وان قال لا كُلاً يدوّر له طريق
 
• وله في عرس في مسجد النور- الموسطة عام 1997م:
يا ناشر الليله برأي المعتلي
 وبرأي خوتي ذي يجلون الهموم
 
با ناشد الليله مشايخ لعشره
 لاشي يسُونا حَبّ من دامه يدوم
 
والقاره النصباء تكلم شيخنا
 كمثل بن لحمر يقع أو بو لحوم
 
يافع قويه وا تبي قائد قوي
 يقول قومي للمنيبه وا تقوم
 
يَهل السياسه قالها شامخ ثمر
 السيل عاده با يصل لا كل سوم
 
لا لوَّله بين الشريكين انتهت
 القادمة ما بين لخوان التَّوَم
 
والقصيدة التالية أرسلها الشاعر يحيى علي السليماني إلى صديقه الخالدي منتصف السبعينيات من القرن الماضي, في عهد الرئيس المحبوب شعبياً سالم ربيع علي "سالمين" ، وتعبر عن الأجواء الحماسية التي سادت حينها، يقول فيها: 
قال يحيى علي من يسكن الريف يرتاح
بين لحباب بأيام الخُضر والزراعه
لا قد الزرع بالوادي وله ناس شُرَّاح
لحظته تِسْوَى أمريكه بلاد الصناعه
حَبّ بالريف يا مَحْلا مُهَجَّر ومذلاح
ويل من سيّبه أو يفرقه طَيْنْ ساعه
لا فرقته دموعي تجرَح الخد جرَّاح
مقتنع خاطري فيهم بكل القناعه
ثم يثقول، مشيداً بالزعيم سالم ربيع علي:
والجنوب البطل كلاً تسلح وقد صاح
ضرب لقطاع ذي شلوا عليه النفاعه
ضحى الشعب بأكتوبر بدمّه والأرواح
يوم طلَّع بريطانيه من كل قاعه
بن رُبَيِّع تزعم صَلَّحّ الشعب صلاّح
ثقف الجيل والتنظيم والشعب طاعه
والذي خان حصل له من الشعب ذبّاح
غير ذي سار لاجئ عند خاله رباعه
حاولوا ردعنا وان عندنا جيش نطاح
والذي قال با يسني تقطع ضراعه
عاد باقي ثلاثه ضبحوا النفس ضبّاح
(جيم) و(الميم) و(الفاء) ذي يجيبوا المجاعه
لو قضينا عليهم كل إنسان يرتاح
والذي قال جائع با يظهّر شباعه
 
ومن جواب شائف الخالدي على الشاعر يحيى علي غالب السليماني، نختار الأبيات التالية:
قال ابو لوزه اسقوني من البارد أقداح
عذب صافي كرع والاَّ عسل من شراعه
قدمي لي عسل جردان يا نُوب لجباح
لا تخفِّي عليا والعسل في كَرَاعَهْ
ساعة النور هز الفوج والبارق التاح
شُفت بارق من المشرق بيلمع شعاعه
رُدّ صوتك معي يا هدهدي فوق لَصْبَاح
رُدّ صوتك على الدقّه وسر بي وقاعه
وانته الليل يا الهاجس تنقح تنقاح
كِلْ من البحر وإلاَّ اغرف بدلو النزاعه
بادر أرجوك لو تفهم شُف الهرج لوّاح
خط يحيى وصل واشتي جوابه بساعه
جاك يحيى علي غالب من الريف طمّاح
ضيف والضيف يحتاج اكرمه في شجاعه
ثم يقول في وصف حبيب الشعب سالم ربيع علي وانجازات الثورة:
 
ثورة اكتوبر الظافر بتعمل بإصلاح
والجماهير معها قدّمت ما استطاعه
والنهايه نسينا كل ماضي وما راح
كل مغرور بالتالي وصل لا قناعه
وانتهى من بلدنا كل رجعي وسفاح
كل من خذ حسابه والجزاء في خداعه
سَا لهم شعبنا الباسل حلاقه ودِرْمَاح
شبه لقطاع والرجعيه وأهل الإشاعه
وا يجي يوم عاده با يقع فيه مسّاح
للثلاثه وذي مزقور بيد الفراعه
قد بنخرم لهم يا بَنْ علي ليل واصْبَاح
مثلما يخرج الصائم لشُرب المداعه
لا يهمك معانا الجيش والشعب نطاح
والزعيم البطل سالم كبير الشواعه
بن رُبَيّع حبيب الشعب ذي بالنداء صاح
علّم الشعب وعيه والذكاء والبراعه
وابذلت ثور اكتوبر لكادح وفلاح
كل مجهود من أجله وقامه دفاعه
 
رحم الله فقيدنا الشاعر القدير يحيى علي غالب السليماني..
والوفاء لمواقفه وأشعاره يحتم نشر أعماله الشعرية.
المزيد في
بمشاعر يملؤها الفخر، تبعث وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني ممثلة بمعالي الوزير  أ.د/ خالد أحمد الوصابي وكافة منتسبي الوزارة،
المزيد ...
هنأت الهيئة العليا للاتحاد العام الاقتصادي الوطني الجنوبي، الدكتور بشير صالح حسن رئيس الاتحاد بمديرية المسيمير محافظة لحج باحراز شقيقته المرتبة الأولى على مستوى
المزيد ...
 بسم الله الرحمن الرحيم "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَأدْخُلِي فِي عِبَادِي وَأدْخُلِي جَنَّتِي"
المزيد ...
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) صدق الله
المزيد ...