رأي
الجمعة 31 يناير 2020 12:29 صباحاً

التسوق وضياع العيال..

نعمان الحكيم

السابعة مساء اليوم وكان معي حفيدي عبدالله حبيب قلبي..ونحن ذاهبين الى السوق لشراء العشاء وقليل من ذاك الاخضر.. لانه خميس يعني

..تسمرت قدماي وحفيدي تغيرت ملامح وجهه..

مشهد لشابة منقبة امام مستودع البيت السعيد وبقالة السعادة بشارع مدرم،كانت تصيح وتخبط صدرها..إبني،

.."إبني..إبني..

..ضاع ابني.."تجمع الشباب والنساء والرجال.. وياسلام على مشهد انساني

فريد من نوعه..سالوا عن الولد اوصافه ملامحه لبسه!

الام افترشت الارض منهارة تبكي وزميلتها فتحت التلفون حقها لترينا الصورة..عمره في حدود الرابعة وازيد يلبس بنطال وجرم اخضر وشعره طويل..تحرك الشباب بارك الله فيهم وكانهم كلهم اهل الولد..يجرون في الشارع باتجاه مسجد الغفار واخرون باتجاه شرطة المعلا..

وسمعنا نداء من مسجد الغفار يناشد الناس البحث عن ولد مفقود كذا وكذا..وتحرك رجال المرور المناوبين في الشارع في التقاطعات يسالون كل من يمر..هل رايت طفلا مر من هنا ويدلون باوصافه..كنت عائدا الى البيت وقدمي يؤلمني من صدمة سيكل نار قبل اكثر من سنة..لكني تفاعلت وهرولت وحفيدي عبودي معي ماسكا يدي بقوة..فقد شعر بالخوف وكان قد.شهد قبل سنة واكثر فقدان سبطي محمد بنفس الطريقة والمكان تقريبا..

تذكر ذلك وظل يسالنا..جدو..جدو ..مالهم يجروا ايش في.. من الذي ضاع

..لم اجبه وتذكرت فجيعتنا آنذاك.. وسالت شرطيا امام فتحة بريد المعلا :هل رايت ولدا......قال :نعم "شعره ذبايل.. نعم هو سع الولداللي معك" كان يجري باتجاه التواهي

..يقصد الشارع المتجه من المعلا الى التواهي

..ماحمّس الشباب بالبحث والتواصل مع اصحابهم ماشاء الله عليهم..كخلية نحل ،ولو رأيتم النساء والشابات منهن تحديدا كيف احطن بالام ولم يتركنها..في موقف مؤازر ويبعث على الفرحة والبكاء في آن واحد..

استمرينا في البحث حتى زاد الالم في قدمي ولم استطع متابعة النتيجة.. وعدت القهقرى الى منزلي متألما ..ولا اعرف هل وجدوا الولد ام لا ..لكنني اخمن انهم وجدوه فقد كان انتشارهم اهم من الشرطة ورجال الامن الذين نفتقد تواجدهم في هكذا حالات واماكن كانوا زمان هم اساطينها دون منافس..

شكرا ابناء وشباب ورجال ونساء وشابات المعلا ..شكرا للمارة المتفاعلين بقوة..

فلقد كنتم كلكم الليلة لوحة انسانية تحتاج رساما بارعا ليصورها كما ينبغي..وان شاء الله يكون قد عاد الطفل لامه المسكينة..لكني اهمس بقوة

للامهات:

عند الشراء والتبضع..اقول لهن..لا تتركن اطفالكن يفلتوا من ايديكن وعيونكم

..انتن ومن معكن..تجنبا للفجائع..لا قدر الله..

الحرص واجب

..بناتي اخواتي

..الله يجنبكم اي فجيعة ..آمين..

تحية كبيرة من القلب لمسجد الغفار لمواقفه السريعة..وللامام وحيد افضل امام المسجد ،الرجل المخلق المتفاعل والمتجاوب على الدوام في هكذا حالات والشكر لكل القائمين على المسجد ايضا..

لم اصور المشهد احتراما للجمع النسائي الكبير..

والسلام..

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology