تقارير خاصة

قراءة في السياسة التركية والروسية الأبعاد والأهداف

الثلاثاء 28 يناير 2020 04:52 مساءً عدن لنج /محمد عقابي
 
تتشابه تركيا وروسيا في الكثير من التوجهات السياسية والتحركات الدبلوماسية، وهذا ما يدفع الكثير من المحللين للوقوف عند وجه الشبه الماثل ما بين الدولتين والمرتكز إلى كون كل منهما يحمل إرث إمبراطورية غابرة شاءت صروف التاريخ وتقلباته أن تتشظى إلى كيانات دولتية متعددة تاركة الدولة النواة تحيا على وقع طموحين او هاجسين ان صح التعبير احدهما السعي للتعويض عن حال الإخفاق والضعف في مرحلة ما بعد التفكك الإمبريالي بقيام دولة رشيقة تمتلك من أسباب القوة والمنعة ما يعيد لها جانباً من الدور الوازن في السياسة الدولية، والآخر إعادة إحياء الإمبراطورية السالفة ولو بشكل مختلف استناداً إلى حال من النوستالجيا التي تتحكم في سلوك الشعوب والمجتمعات الغالبة التي تحن دوماً لزمن مجيد ميزها تاريخياً عن الشعوب المحكومة بقوة الشوكة المؤهلة للسيادة والسلطة والنفوذ.
 
 
 
خبراء في هذا الشأن يروا أن دولتي النواة الطامحتين للتوسع إذ تحكمان بعامل التقارب الجغرافي كحال تركيا وروسيا فمن الطبيعي أن يخلق الإحتكاك الجيوبوليتيكي بين مشروعيهما بؤر توتر يحتمها تعارض الرؤى وتضارب المصالح، وهو ما يفرض على كليهما في حال الرغبة بنسج روابط بينية شبه طبيعية بذل جهود مضاعفة لإحتواء تلك البؤر والتقليل من أثرها ومن هذا القبيل فإن "ألكسندر دوغين" مثلاً لا يرى إلى تركيا سوى حاجز يحول بين المشروع الأوراسي في شطره الجنوبي ومداه الجيوبوليتيكي الذي تمثله آسيا الوسطى والذي يمكنه أسرع من كل ما عداه أن يوصل إلى غايته المنشودة (المحيط الهادئ)، فإذا أتيح لموسكو الفوز في حرب الخنادق "التالاسوكراتية" أمكنها شق ممر مستقيم كامل نحو الشرق الأدنى والسيطرة والإستحواذ على اهم المعابر والمنافذ وخطوط الملاحة الدولية.
 
 
 
ويرى "دوغين" أن النظام الأوراسي الجديد لآسيا الوسطى يقوم على ربط جميع أراضي تلك المنطقة من الشمال إلى الجنوب بمحور جيوبوليتيكي استراتيجي قوي وهذا الربط ينبغي أن يخدم التركيبة الحاملة لمجموع المنطقة الآسيوسطوية، وفي التكامل المنهجي والمتأمل لكازاخستان مع المعسكر القاري المشترك مع روسيا يثوي أساس السياسة الأوراسية كلها وأهم نقطة في ذلك كله ومنذ البداية مهمة الوقف وبصفة صارمة لأي نفوذ لتركيا في هذه المنطقة وتعويق أية مشاريع للتكامل "الطوراني" ينطلق من تركيا الأطلسية".
 
 
 
خبراء استراتيجيون دوليون يروا أن المعضلة الأساس بالنسبة للروس في علاقتهم مع الأتراك لا تكمن في هويتها الطورانية وإنما في انتمائها الأطلسي وفي سعي الترك الحثيث لإعادة توحيد العالم الطوراني في سياق يخدم ذلك الإنتماء بحيث يغدو تشطير القوى التيلوروكراتية جزءً من وظيفته، فضلاً عن تمزيق العالم الإسلامي وشق التحالف العرقي والجيوبوليتيكي الذي شكل نقطة البداية للدولة الروسية ولأتنوس روسيا الكبرى، مشيرين الى ان ذلك يأتي استحضار للنزاع العرقي طويل الأمد بين الطورانية والآرية (الفرس) كأداة لازمة لتكوين عصبية ذات بعد قومي تسهم في نهوض إطار جبهوي متماسك يتصدى لأي اندفاعه أطلسية باتجاه آسيا الوسطى وجوارها وبحيث تعلن الهيارت لاند حرب خنادق جيوبوليتيكية شرسة يكون فيها الفرس حليف مباشر لروسيا الأهم.
 
 
 
إن الحدود الواقعية بين بعض الدول وفق تلك النظرة لا ينبغي أن تؤخذ باعتبارها خطوطاً صارمة، إذ إن تشكلها على هذا النحو نابع وحسب من مهامها الجيوبوليتيكية بحسب رؤية الكثير من المحللين وهي بالتالي لا تقوم على معيات تاريخية.
 
 
 
ويؤكد مهتمون بالسياسات الخارحية الروسية والتركية بأن مصالح الهيارت لاند قد تقتضي عموماً إزالة أية تقييدات مشددة مهما كانت فإن نقل الحدود الإستراتيجية إلى مسافات بعيدة يغدو لازماً لإعادة ترتيب كامل المنطقة على أساس الحدود الأتنو-ثقافية "القبلية والجهوية، تلك المقاربة الروسية لتركيا من الناحية الجيوبوليتيكية توحي بحتمية المواجهة ما بين مشروعان يتنافسان على عمق حيوي مشترك وحيث أنه لا أرجحية واضحة لأحدهما على الآخر في المدى البعيد، وإشراك الفرس (إيران) في هذه المواجهة تعبيراً عن رغبتها ويأتي لتجاوز المشروع الأوراسي للتعقيدات العقدية التي قد يخلقها النسيج الفارسي للمجتمعات المرشحة للانضواء تحت لوائه مع الدعوات التي لا تنفك تتردد بين ظهرانيها لإعادة إحياء حلم ولأية الفقيه التي مثلته الإمبراطورية الفارسية الى جانب وعود الروس للفرس بضمان منحهم النفوذ والسلطة والحكم والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط والخليج وشبه الجزيزة العربية وهذه الوعود يعد تحقيقها من سابع المستحيلات، ومن خلالها تمتص روسيا تطلعات الفرس وعبرها تبني لهم قصوراً من الأحلام الوهمية.
المزيد في تقارير خاصة
تتفاقم الأزمات في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب بشكل مرعب، هذه الأزمات أثرت بشكل كبير المواطنين على الأوضاع المعيشية والتي تتزايد يوما بعد يوم منذ ما بعد حرب عام 2015
المزيد ...
تميزت مدينة عدن منذ القدم بتاريخها الحضاري والثقافي فقد تنوعت الثقافات فيها ومن هذه الثقافات التي عرفت بها الطوابع البريدية فقد اشتهرت عدن بالطوابع البريدية التي
المزيد ...
تقع الصبيحة ضمن محافظة لحج، وهي منطقة مترامية الأطراف تمتد من كرش شرقاً إلى المناطق الساحلية باب المندب ورأس العارة، الى رأس عمران غربا ومن منطقة شعب ومركز
المزيد ...
من جديد صعدت مليشيا الحوثي من هجماتها على جبهات القتال في محافظات الجنوب، فخلال الأسابيع الماضية نفذت عدة هجمات على جبهات القتال في الضالع وكرش إلا أنها تلقت هزائم
المزيد ...