رأي
الأحد 26 يناير 2020 09:55 مساءً

الحواشب : عنوان البطولة والتضحية والفداء في صفحة نضال شعب الجنوب

محمد مرشد عقابي

لاتزال تخوض بلاد الحواشب " المسيمير" بمحافظة لحج المواجهة ضد مغول العصر وكهنوت هذا الزمن عصابة إيران الحوثية، وهذا يعتبر امتداد تأريخي وطبيعي لأدوارها البطولية النضالية والثورية التي اجترحها ابطال هذه البلدة الجنوبية في مختلف المراحل والمنعطفات التاريخية، ولو نظرنا الى الماضي سوف نجد المكانة العظيمة لهذه البلدة التي تعتلي مصاف تضحيات الجنوب، تؤكد كل المحطات ان للحواشب ادواراً وطنية مؤثره ومشهودة من بينها إشعال وتفجير ثورة 14 اكتوبر المجيدة ولرجالها بصمة كبيرة في إخراج المستعمر البريطاني من ارض الجنوب العربي.

 

اثبت المناضل والثائر الحوشبي حضوره الفاعل في مختلف الميادين الجهادية والنضالية، كما اثبت ابن الحواشب بانه من أشد الرجال بأساً وقوة وشجاعة وقد ترجم ذلك من خلال مواجهته وتصديه لبطش وجبروت وعنجهية كل الغزاة والمستعمرين على مر العصور، كل تلك الملاحم البطولية جوبهت بتعتيم إعلامي غير مسبوق لتصادر كل تلك البطولات والمنجزات الثورية وتمنح للآخرين.

 

بعد إستقلال الجنوب العربي وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كانت بلاد الحواشب عبارة عن سلطنة ذات حكومة سيادية مستقلة ولا تفرق كثيراً دويلات هذا العصر، فقد كان للحواشب صولجان ولسلطنتهم مؤسسات وقرار مستقل وقد خاض جيش السلطنة حروباً عنيفة ومتعددة مع جيوش الإمامة في العربية اليمنية المجاورة إلا إنها لم تحظى بالقدر الكافي من الإهتمام نظير انعدام وسائل الإعلام في ذلك الوقت.

 

في العام 2015م خاض ابناء الحواشب بقيادة البطل محمد علي احمد مانع الحوشبي قائد المقاومة الجنوبية في هذه المسيمير حرباً ضروس ضد قوى البغي والعدوان اليمنية ممثله بمليشياتها الطائفية المدعومة من إيران، في خضم هذه المعمعة تمكن جنود الله البواسل بقيادة محمد علي الحوشبي من كسر شوكة الغزاة المعتدين وتجريعهم المر والنكال، وإلحاق اقسى الهزائم النكراء بهم وتكبيدهم صنوف الخسائر في العديد والعتاد، في تلك المواجهات العنيفة سقط نخبة من الأبطال الحواشب بين شهيد وجريح ليشعلوا فتيل الإنتصار في كل جبهات الجنوب العربي، لتسفر تلك التضحيات عن إلحاق الخسارة بجحافل الغزاة وعن طردهم وتطهير الأرض من رجسهم.

 

في ظل التصعيد الذي تقوم به مليشيات العربية اليمنية بمختلف مسمياتها بهدف العودة الى الجنوب يقف السد المنيع القائد الفذ محمد علي الحوشبي ورفاق الأشاوس حجرة عثرة امام طموحات وتطلعات الغزاة لإجتياح الجنوب مجدداً، فهذا الجهبذ العظيم ورفقاء دربه الأشداء من حمران العيون هم من سيذيقون العدو كأس الردئ، وهم صمام امان الجنوب من هذه الناحية الحدودية الحساسة.

 

كان وما يزال ابطال المقاومة من ابناء الحواشب وفي مقدمتهم القائد البطل محمد علي الحوشبي يمثلوا الصخرة الكئود التي تتحطم عليها كل الدسائس والمؤامرات الدنيئة التي تحاك ضد هذا الوطن الغالي، كما انهم بمثابة السياج العازل الذي يحمي ويحفظ مكتسبات الثورة ويسند مسيرة التحرر والإنعتاق.

 

من هذا المقام اتوجه بالشكر الجزيل لكل القنوات التي عملت على إظهار نضال وإستبسال ابناء الحواشب والترويج لإنتصاراتهم وإبراز تضحياتهم الجسيمة التي كانت السبب في تحقيق النصر الجنوبي المؤزر وفي كسر تمدد الطائفة الشيعية والمليشيات الإرهابية ليس في الجنوب فحسب وإنما على مستوى الجزيرة والخليج بشكل عام، ونجدد التحية بكل معانيها لأولئك الرجال الأبطال المرابطين في جبهات الشرف والبطولة ذوداً عن المقدسات ودفاعاً عن حياض هذا الوطن.

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology