رأي
الخميس 16 يناير 2020 06:26 مساءً

برز الفاسد فينا.. في ثياب الواعظينا

ينتابني إحساس بالإحباط الشديد ، وأعجز عن التفكير بكيفية الخروج من ذلك الإحباط ونفقه المظلم ، يلازمني الأرق كظلي وأنا أفكر بحال السواد الأعظم من ابناء الجنوب الذي لا يسر عدوا ولا صديق ، وسط أمواج عاتية من الفقر وغلاء الأسعار وتدني مستوى الخدمات وهبوط حاد بسعر الريال اليمني ، شعور محزن من ذلك المسؤول الذي يفترض به رعاية مصالح الشعب والحفاظ على مكتسباته ، وإذ به يتحول لكابوس مرعب يطارد الشعب ليل ونهار.
 
 
المقرف عندما يتحول ذلك الفاسد المرتشي والناهب للمال العام ، إلى واعظ ديني ومدرس لمادة الأخلاق والوطنية والنزاهة والشجاعة والكرم والإنسانية.
 
 
وكأن هذا الواقع المرير والوضع المزري الحقير من صنع ذلك المواطن البائس الفقير ، موت الضمير الإنساني وطغيان النزعة الشيطانية الإنتهازية صورت لأولئك الفاسدون سوء عملهم القبيح بأنه جميل ، وسرقة المال العام فهلوة وحق مشروع.
 
 
شوكة ميزان الحلال والحرام صارت منزوعة من أغلب ضمائر مسؤولينا إلا من رحم الله ، وصارت كفتي الميزان لمكيال المال العام وسرقته لصاح الواعظ الفاسد.
 
 
أشعر بإحباط شديد عندما أشاهد رموز الفساد والفشل يتقاطرون إلى مقر رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بمدينة التواهي بعدن يقدمون صكوك الولاء والطاعة من أجل بقائهم بكراسيهم العتيقة الفاسدة ، ولسان حالهم يقول سيبقى الوضع كما هو عليه بل سيزداد سوء ولا أمل لكم بغد مشرق ، ولدينا برئاسة المجلس عليمي أخر يتفنن بإبعاد كل محترم ومخضرم ومهني قد يفيد رئيس المجلس اللواء عيدروس الزبيدي.
 
 
السيد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي تجريب المجرب هو تخريب المخرب ، وأحداث أغسطس كانت كافية وكفيلة لإعادة ضبط البوصلة وإزاحة من كان سببا رئيسيا بتلك المؤامرة عن قصد أو بغير قصد مهما كانت مكانته.
 
 
لنبتعد عن إعادة إنتاج أدوات الفشل والفساد التي تعاقبت علينا بجميع مراحل الظلم والبؤس والشقاء ، رجال الدولة العميقة العفاشية لا يصلحون أن يكونوا جزء من المشهد العام و السياسي القادم بإسم المجلس الانتقالي الجنوبي هذه المرة.
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology