رأي
الثلاثاء 14 يناير 2020 12:41 صباحاً

أكاديمية الحرب العليا في جبهات الضالع، شباب مدنيين صنعت منهم الحرب جنرالات

فؤاد جباري

هذه الحرب علمتنا أشياء كثيرة، لم نكن لنكتسبها في الأكاديميات العسكرية، جعلت الشباب المقاومين يكتسبوا خبرات قتالية كبيرة جداً في مختلف الجوانب: مشاة، أسلحة دروع، مدفعين ... الخ.

 

     هؤلاء الشابين في الصورة، هم في الأصل مدنيين، لكنهم باتوا يغازلون هذا المدفع وكأنه حسناء فاتنة، يفهمون لغته ويضبطون إيقاعه ويطوعونه حسب إرادتهم، تابعتهم من بعيد بصمت علي أفقه ما يتكلمون عنه، ولكني وكأني أقف أمام أبيات شعرية كتبت باللغة الصينية.

 

     أرقام وزوايا ومقاسات وأوزان وإشارات وعرض وارتفاع.. أسماء غريبة، حتى أنهم وضفوا التكنولوجيا الرقمية لمصلحتهم وربطوها بهذا المدفع وجعلوا من هواتفهم الذكية وسيلة هامة لتحقيق إصابات دقيقة للأهداف.

 

     وبعد فترة وجيزة من الأخذ والرد وتبادل الحديث فيما بينهما، اكتشفت أخيراً أن لديهم هدف عسكري يريدون استهدافه، لقد أتتهم إحداثياته ويريدون إصابته بدقة، وفعلا تم إصابة موقع الإحداثيات بالدقة المطلوبة عند مراقبتي لمكان سقوط القذيفة.

 

     الشابان معاذ حمود و رامي عبدالله نموذج لجبهات محور الضالع، والذي أجزم أن أغلب المرابطين فيها مدنين وشباب في العشرينات، لكنهم اكتسبوا خبرات جعلتهم يتفوقون على حملة الشهادات من مخرجات الكليات العسكرية.

 

تحية لكل المرابطين في الثغور بحجم الوطن الذي أحبوه، ليفدوه بدمائهم وأرواحهم.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology