رأي
الجمعة 03 يناير 2020 01:02 صباحاً

ورقة شبوة ..الخلفية والمآل !!

محمد الثريا

يمكن الجزم ان ما يحصل في شبوة حاليا كان أمر متوقعا حدوثه منذ اللحظة الاولى التي اعقبت عشية التوقيع على اتفاق الرياض .

فمن الطبيعي ان تلجأ قوى نافذة تمتلك امكانات دولة الى عرقلة بنود ذلك الاتفاق خصوصا بعد ان تأكد مغادرتها لمعادلة الاستحقاقات القادمة ويقين رحيلها عن مشهد السلطة والنفوذ الذي طالما ادمنت عليه قياداتها الهرمة..

ـ لكن لماذا شبوة تحديدا؟ وهل ستنجح حقا محاولة الالتفاف على اتفاق الرياض إبتداء من تلك الجغرافيا الحيوية؟

 

تعلم تلك القيادات المتشرعنة جيدا صعوبة انفاذ مخططاتها الملتوية في عدن وجوارها وهو امر اكدته سنوات منصرمة توا من محاولات الاخفاق والفشل المتكرر في اسقاط عدن عبر جرها الى اتون صراع مناطقي؛ لياتي بعدها اتفاق الرياض منهيا حالة العبث الامني والتداخل الاداري هناك، وبذا تبددت الامال لديها تقريبا في امكانية اجهاض ذلك الاتفاق من مربع عدن. 

 

وبطبيعة الحال لم يتبق امام تلك الاطراف سوى الانتقال الى الخطة "ب" اي محاولة الاستفراد بشبوة وتوجيه رسائل استعراض القوة من هناك في تاكيدها بامكانية تحويل تلك الرقعة الغنية بالنفط الى بؤر تصدر الارهاب والفوضى؛ وبمعنى اوضح التهديد بخلق حالة من عدم الاستقرار وجعلها بالفعل بيئة طاردة للاستثمار الاجنبي وهذا معناه ! إضافة عبء اقتصادي اخر يثقل كاهل دول التحالف الملتزمة بحل الازمة ومعلوم هنا ان لا مستقبل للحل السياسي دون ضمان المقومات الاقتصادية قبلها لاي تسوية مفترضة تؤطر ذلك الحل السياسي .

 

..من هنا ستراهن بل وستستميت تلك الاطراف الانتهازية بغية ابراز قدراتها امام الجميع في تعطيل بنود الاتفاق او اي جهد سياسي مشابه بصورة إبتزازية تمثل مقايضة لااخلاقية منها مع رعاة الاتفاق تتمحور حول السماح بانفاذ بنود ذلك الاتفاق لقاء نيلها ضمانات واستحقاقات تحفظ مصالح ومستقبل قياداتها ..

 

التصعيد الاخير في شبوة والعمل العسكري العنيف والغير مبرر لتلك القوات تجاه القبائل واصحاب الارض هناك لايمكن عزله بالفعل عما يحدث ايضا من تطورات سياسية في الجانب الاخر من بلد الازمة. 

 

..فتزايد الاخبار شبه المؤكدة وكذا توالي مؤشرات صريحة عن قرب التوصل لاتفاق بين دول التحالف والجماعة الحوثية قد ينهي الحرب معه عبر تسوية شاملة تتصل ربما بمخرجات اتفاق الرياض، ناهيك عن تطورات متسارعة ذات صلة كان اخرها الافراج عن ستة اسرى سعوديين في خطوة تؤكد ربما بلوغ التقارب السعودي الحوثي نقطة متقدمة من الحوار والتفاوض على طريق إقرار الحل وانهاء الصراع وهذا ما يعد امرا مقلقا فعلا بالنسبة لاطراف اثبتت فشلها شمالا وجنوبا طيلة اعوام هذه الحرب فضلا عن استشعارها مسبقا بتبعات سيئة قد تطال قياداتها ومرجعياتها حال إعتماد تلك التسويات السياسية المزمعة والرامية الى إنهاء الازمة كلية .. 

 

ـ فقط ضع جميع القرائن المذكورة آنفا امام عينيك وتفحص عميقا؛ وستعلم لماذا ينتهج المجلس الانتقالي سياسة ضبط النفس تجاه خروقات واستفزازات الطرف الاخر رغم فضاعتها وكذا ردة الفعل المتريثة كثيرا التي تبديها دول التحالف كرعاة للاتفاق امام محاولة عرقلته المستمرة ..

 

قبل ان اختم ..لطالما اكدت شبوة علو كعبها امام مخططات الاضرار بنسيجها الاجتماعي وكذلك محاولات استقلال خصوصيتها لاهداف لاتتفق بالمطلق مع الهدف العام والمعلن لكافة ابناء الجنوب وفي مقدمتهم شبوة .

..شبوة العملاقة لم تقبل يوما عبث الاقزام والمتسلقين على حساب موقعها وتاريخها، لذا قطعا هو مشهد إفلاس اخر ما تصنعه تلك القوى اليوم في شبوة ..

# بإختصار إتفاق الرياض تم والقطار سيمضي لا محالة وان تاخر قليلا ..

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology