رأي
الأربعاء 18 ديسمبر 2019 06:09 مساءً

رسالة إلى نظام #صنعاء: إفهموا طبيعة مجتمع الجنوب ولا تأخذكم العزة بالأثم

محمد مرشد عقابي
اتوجه بهذا الخطاب الى الإدارة القائمة على نظام الحكم في الجمهورية العربية اليمنية واقول لهم ليس اليوم كالأمس افهموا وافيقوا من سباتكم ومن غفوتكم، فحين دخلتم الجنوب بآلتكم الحربية وهالتكم الإعلامية الضخمة عام 1994م وبالتعاون والتمهيد من أعوانكم حينذاك لم يستقبلكم ابناء الجنوب حينها بالورود، ولكن استقبلوكم بالمقاومة رغم ضعف حدتها وامكانياتها المتواضعة لكنها كانت تحمل في طياتها رسائل وإبعاد عديدة تؤكد حقيقة وصدق رفضها لبقائكم في ارضهم باعتبار تواجدكم تواجد استعماري لغرض الإحتلال، الكل كان يرفض الإستكانة والخضوع والخنوع والذل الذي فرضتموه قسراً على الصغير والكبير تقديساً لوحدتكم المشؤومة وضربتم بالعصاء والجزرة عوام شعب الجنوب المظلوم دون استثناء، فمنذ عام دخولكم ارض الجنوب وفرض الوحدة بقوة السلاح عام 94م حتى ما قبل عاصفة الحزم عام 2015م عكفتم على نفث سمومكم المختلفة وسوقتم مشاريعكم وخططكم التأمرية وأشعلتم نيران الفتنة بأشكالها كافة والتي كان آخرها زراعة الإرهاب وتغذيته في ارض الجنوب نكاية بانباء هذا الوطن، ظل وجودكم وأهدافه البعيدة والقريبة يعيه ابناء الجنوب الذين كانوا يعون ويدركون أيضاً أن المواجهة معكم بالأساليب التقليدية ليست في صالحهم لكون الكفة تميل اليكم وانتم في موقف القوة والغطرسة والبطش وهم في موقف الضعف، لكن كان خيارهم الخاص بالمواجهة الذي يؤمن لهم النصر المؤزر هو ايمانهم المطلق بعدالة قضيتهم، ولكونهم اصحاب حق وفي موقف الحق، وقد تأكد لكم من خلال موجة الإحتجاجات المنددة بالظلم والمطالبة بالحقوق التي اندلعت عام 2007م وشارك فيها ابناء الجنوب بمختلف التوجهات والمشارب أنكم لن تستطيعوا فرض إرادتكم التسلطية بالقوة على هذه الأمة الحية او ان تكسروا عزيمة رجال هذا الشعب التواقون لنيل الحقوق والحرية، فكان من الممكن أن تسيطروا على الحكم والسلطة والثروة ولكن من الصعب بل يتعذر عليكم السيطرة على هيجان الشارع الجنوبي الذي خرج كالسيل الجارف ينادي بحقوقه المشروعه، لن يفيدكم جمعكم وما حشدتوا من قوة عسكرية مدججة باعتى المجنزرات والمدرعات والأسلحة ان تنالوا من غضب شعب طفح كيله وفاض صبره ولم يعد يهوى شيء في الحياة سوى نفض غبار هذه اللعنة التي حلت عليه والمسماه الوحدة او خيار الإستشهاد لأجل الوطن، مارستوا كل اساليب الإجرام واستخدمتوا كل الطرق لضرب الجنوبيين واستهدفتوا بشتى انواع الأسلحة وبصورة وحشية أماكن تواجدهم وإعتصامهم السلمي في عدن وغيرها من مدن ومناطق الجنوب لكنكم فشلتم في كبح جماع هذه الثورة الشعبية المتصاعدة ولم تفلحوا في كسر إرادة هذا الشعب القوي المظلوم، استعنتوا بكل ما لديكم من قوى بطش وإرهاب لقمع المتظاهرين السلميين الصادحين بصوت الحق وإقتحمتوا ساحات مطالبهم السلمية، انتهجتوا اسلوب تكميم الأفواه ومارستوا اعمال القتل والإعتقال بحق المحتجين لكنكم فشلتم وخاب مسعاكم، استخدمتوا كل الطرق القديمة والحديثه للترهيب والترغيب والتغرير لكنكم واجهتم شعب لا يتنفس إلا هواء الحرية ويبذل لاجل ذلك الغالي قبل الرخيص، تأكد لكم بأن هذا الهيجان الثوري والنضالي الحضاري بوتيرته المتصاعدة تديره عقول خبيرة وحكيمه يتبعها رجال الله لأرتباطها الوثيق بهم، تلك القيادات الفاعلة التي تخلقت وتشكلت من ساحات الحراك الجنوبي الذي لا يلد اجنة مشوهه كما هو حاصل عند الأخرين وانما تتمخض تلك الساحات التي هي عبارة عن ميادين للعزة والكرامة ولا تلد إلا الجهابذة من القادة ورجال الأمة.
 
 
فهل تأكد لكم بأن ابناء شعب الجنوب العربي يا من تراهنون وتروجون لبضاعة مزجاه تلك المسماه (الوحدة) والتي لم يعد لها اي ثمن بل انها من الغلطات التاريخية التي حصلت في الأرض بان الجنوبيين قد عرفوا حقيقة اللأعيبكم وغرضكم الأساس من وراء اصراركم على البقاء والعودة الى اراضيه بأدعاء ولائكم لهذه العجوز الشمطاء ممن تنادون عليها بالوحدة، الم تعلموا بأن حقيقتكم قد انكشفت وتعرت واصبح ابناء الجنوب جميعاً يعوا ويدركوا حقيقة مغزاكم وهدفكم الخبيث من وراء هذا الشعار الكاذب والأضحوكة الكبرى، ألم يأن لكم بان تتركوا شعب الجنوب في حاله وتبعدوا انفسكم عن طريقه وتتجنبوا التدخل في شؤونه وتوقفوا مسلسل حشر انوفكم في ما لا يعنيكم، متى عسى تعوا وتفهموا وتتركوا جرح هذا الشعب النازف كي يندمل، ومتى عساكم تتوقفوا عن تعميق هذه الهوة الواسعة والجروح الغائرة، أما آن لكم ان تتركوا هذا الوطن لأهله وتقلعوا عن الوصاية عليه، دعوا جيرانكم يعيشوا هذه الدنيا كغيرهم من شعوب العالم او انكم مفطورين على الأذيه، اتركوا ابناء هذا الوطن يعيشوا بسلام وأمن فوق تراب اراضيهم ولا تجعلوا من انفسكم فراعنة في هذا الكون حتى لا ينزل عليكن غضب شديد من الله فالله يمهل لكنه لا يهمل، اتركوا شماعة ما تسمى الوحدة ولا تعلقوا عليها خططكم ومشاريعكم الإستعمارية الدنيئة، كفوا عن اللعب بالنار وخلط الأوراق، واتركوا شيئاً من ماء الوجه لعلكم من خلاله تكسبون بعض الود من أجيال الجنوب القادمة، اقلعوا عن الإصرار على ارتكاب الخطأ والعنجهية والتعنت، اتركوا الدول المجاورة لكم تعيش بسلام ولا تعبثوا بأمنها واستقرارها.
 
 
اننا نوجه دعواتنا لشعب الجمهورية العربية اليمنية مطالبينه بالخروج لرفض سياسات نظامه الحاكم التي يمارسها ضد ابناء شعب الجنوب العربي المظلوم، فانتم تعرفون ان ابناء الجنوب من هم في نظر نظامكم ليسوا سوى إناس مستضعفين من السهولة البطش بهم والأستحواذ على ثرواتهم تعلمون انهم مسالمون ولم يكونوا يوماً قط بمقام المعتدين عليكم او على غيركم، ومع ذلك هم اكثر إيمان ويقين بنصر وتمكين الله لهم وقدرته على محق الطغاة والمستبدين الظالمين، وانتم تعلمون ان إرادة هذا الشعب الذي تستقوون عليه وتستضعفونه قد زلزلة عروش اعظم امبراطورية في العالم شهدتها هذه الأرض، فالجنوب لم يعد كما تظنون ذلك المستباح الذي كان في السابق بل اصبح صعب المراس، ولديه من الرجال ممن يستطيعون دحر المعتدين وتكبيد جحافل الغزاة الهزائم النكراء، فمهما حاول نظامكم الباغي ان يلعب بعواطف العوام منكم فهو بذلك لا يريد سوى الدفع بكم نحو المحارق والمهالك اشباعاً لرغباته الإستعلائية والإستعمارية، فهذا النظام الذي تجندون انفسكم لأجله هو من يستخدمكم وقوداً لمعركته الخاصه ولأطماعة الذاتيه، هذا النظام الذي يحاول إعادة إنتاج نفسه والدخول عبر بوابات ونوافذ وثغرات ما تسمى شرعية او وحدة هي اليوم موصدة لا يبتغي منها سوى خوض معركة رهانها خاسر يريد من خلالها استعطاف المساكين منكم، فحذاري ان تنطلي عليكم مثل هذه التضليلات والحيل الحمقاء، وحذاري ان تستمروا في التورط بسفك دماء الجنوبيين والتي ان امعنتم فيها ولم يردعكم تجاهها اي وازع اخلاقي او ديني فصدقوني بانها ستظل تطاردكم لعنة الله مدى الأزمان وحتماً سترمون بسببها في وحل ومزبلة التاريخ، ننتظر منكم موقف وطني وقبلي شجاع بسحب ابناؤكم المنخرطين في صفوف تلك المليشيات التي اعدت وجهزت لإرتكاب المجازر بحق شعب الجنوب والإعتداء على حرمة سيادته واراضي دول الجوار الإقليمي أكانت تلك التي تستظل تحت سقف ما تسمى شرعية او الأخرى المغرر بها التي تنفذ أجندة إيران المجوسية، وإعلموا أن الله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology