عربي و دولي

انقسام الأسرة الحاكمة في #قطر على المصالحة مع دول المقاطعة

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 04:01 صباحاً عدن لنج/متابعات

أرسلت قطر إشارات متباينة حول حضورها القمة الخليجية اليوم في الرياض، وبدا واضحا أن الدوحة ليست مستعدة للتجاوب مع شروط دول المقاطعة لها لفتح باب التقارب من جديد، خصوصا مع بروز مؤشرات على خلافات داخل الأسرة الحاكمة في قطر حول المصالحة.

 

وكشفت تسريبات من داخل الأسرة الحاكمة في قطر عن تدخل الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لوقف أي خطوات قد تتخذها الدوحة باتجاه تسوية الأزمة مع جيرانها.

 

وذكرت التسريبات التي نشرها موقع “قطري ليكس” الأحد أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وشقيقه الشيخ جوعان ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن يميلون إلى تقديم تنازلات لدول المقاطعة الأربع، على العكس تماما من موقف الشيخ حمد “الأمير الوالد” ورئيس الوزراء الأسبق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر.

 

ولم تفلح الوساطات المتعددة في إحداث انفراجة في الأزمة، وأبرزها الوساطة الكويتية، التي ينظر إليها دائما الشيخ حمد بن خليفة والشيخ حمد بن جاسم على أنها من ضمن “إعطاء مسار إيجابي أقله إعلاميا لجهودهم لحل الأزمة الخليجية”، وفق التسريبات.

 

ولا يخفيان قلقهما المشترك من مسار يأخذه أمير قطر باتجاه تقديم تنازلات للسعودية ودول المقاطعة الأخرى في مجال الاستجابة للكثير من الشروط التي كان وضعها الرباعي العربي عندما أعلن المقاطعة.

 

واعتبرت مصادر خليجية مطلعة غياب أمير قطر “إن حصل فعلا” عن القمة الخليجية، التي تنطلق الثلاثاء في الرياض، بأنه يعكس موقفا قطريا مرتبكا تجاه المصالحة، وأن الدوحة فوتت فرصة لهثت وراءها طويلا لكسر عزلتها والعودة إلى عمقها الخليجي.

 

واعتبرت المصادر أن قطر لم تحسم أمرها بشأن استحقاقات المصالحة، ولذلك خير الشيخ تميم الذهاب إلى رواندا في زيارة بروتوكولية على الذهاب إلى الرياض وإظهار الرغبة في طي صفحة الماضي وتقديم التنازلات الكافية لأجل إذابة الجليد مع الدول المقاطعة. ورسميا، لم تعلن قطر، حتى دفع الصحيفة للمطبعة، من سيمثلها في القمة.

 

وقالت وكالة الأنباء القطرية “قنا” إن أمير قطر سيحضر في كيغالي عاصمة رواندا “حفل تقديم جائزة باسمه متعلقة بالتميز الدولي في مكافحة الفساد”. وذكرت في خبر لاحق انه غادر رواندا من دون أن تحدد وجهته.

 

وأعلنت أن وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بنسعد المريخي سيترأس الوفد القطري المشارك في”أعمال اجتماع الدورة 145 للمجلس الوزاري التحضيري للدورة الأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية”.

 

وأوردت وكالة الأناضول عن مصادر دبلوماسية عربية قولها إن احتمالات حضور أمير قطر الجلسة الرئيسية للقمة الخليجية بالرياض صارت “ضعيفة”.

 

ورجحت المصادر ألا يحضر الشيخ تميم القمة الخليجية تحت مبرر السفر إلى رواندا.

 

وتبدو مشاركة الشيخ تميم في فعالية عامة، كان يمكن أن يرسل إليها من ينوبه من الديوان الأميري أو من وزارة الخارجية، الهدف منها إظهار أن الغياب عن القمة ليس مقاطعة وإنما بسبب التزام، وذلك لتجنب غضب السعودية.

 

لكن الرسالة ستقرأ في كل الحالات على أنها موقف سلبي تجاه المصالحة، وفيها مس بدور الكويت التي فعلت ما في وسعها لإقناع السعودية بإعطاء الدوحة فرصة لإظهار رغبتها في المصالحة وإنهاء العزلة.

 

وتكتسب القمة الخليجية أهمية كبيرة في ظل الآمال الكبيرة المعلقة عليها لوضع حد للأزمة التي عصفت بمجلس دول التعاون الخليجي وهزت أركانه بشدة.

 

وفي الثالث من ديسمبر الجاري، تلقى أمير قطر دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لحضور القمة.

 

وفي وقت سابق، كشف وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن بلاده تجري مباحثات مع السعودية حول الأزمة الخليجية، معربا عن أمله بأن تثمر هذه المباحثات عن نتائج إيجابية.

 

وقال الوزير القطري “انتقلنا من طريق مسدود في الأزمة الخليجية إلى الحديث عن رؤية مستقبلية بشأن العلاقة”.

 

لكن الوزير نفسه، الذي أبدى تفاؤلا بتعبيد الطريق أمام المصالحة، عاد ليلقي باشتراطات أمام هذه المصالحة حين أعلن أن “المباحثات لم يعد الحديث فيها يدور عن المطالب الـ13 التعجيزية و(أن) المفاوضات تبتعد عنها”.

 

وأكد أن “شؤون قطر الداخلية لن تكون محل تفاوض مع أي طرف”، مضيفا “لدينا سياستنا المستقلة”.

 

لكن متابعين للشأن الخليجي أكدوا أن لا أحد أراد أن يتدخل في شأن قطر أو أن يفرض عليها أوامر تتعلق بترتيبات بيتها الداخلي، مشيرين إلى أن المسألة تنحصر في مطالبة قطر بوقف الأنشطة التي تتم داخلها وتمس من الأمن القومي لدول المقاطعة الأربع، مثل فتح وسائل الإعلام القطرية أمام هاربين من العدالة للإساءة إلى دول الجوار ومصر، أو إيواء أشخاص وكيانات على رأس قوائم الإرهاب.

 

وقال المتابعون إن الإيهام بالقطع مع الإخوان المسلمين الذي جاء في تصريحات لوزير الخارجية القطري لا يعدو أن يكون مناورة طالما أن قطر تؤوي قيادات التنظيم الدولي للإخوان، وأنها تفتح قناة الجزيرة لخدمة أجندات الإخوان في مختلف البلدان وعلى رأسها اليمن، حيث يقف إخوان اليمن (حزب الإصلاح) ضد اتفاق الرياض الذي رعته السعودية وتعمل على تنفيذه.

 

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، كشفت، الأسبوع الماضي، أن وزير خارجية قطر، زار السعودية سرا الشهر الماضي، والتقى كبار المسؤولين بالمملكة، لإنهاء المقاطعة، وعبر عن استعداد الدوحة للتخلي عن الإخوان المسلمين.

المزيد في عربي و دولي
  استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، في اليوم الـ143 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، والذي شهد، فجر اليوم الاثنين، غارات مكثفة وقصف مدفعي
المزيد ...
  قدمت الحكومة الفلسطينية برئاسة محمد أشتية، استقالتها، للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك في ضوء المستجدات السياسية، والأمنية والإقتصادية المتعلقة بالعدوان
المزيد ...
    قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا ، إن دعوات الوكالة الأممية ومؤسسات دولية أخرى لإرسال مساعدات إنسانية
المزيد ...
    حذر الخبير بشؤون العائلة المالكة البريطانية توم كوين من أن إصابة الملك تشارلز بالسرطان قد تكون أكثر خطورة مما كنا نعتقد.   وأفادت الصحيفة بأنه "يقال إن
المزيد ...