رأي
الجمعة 29 نوفمبر 2019 01:47 صباحاً

تصعيد الشرعية اليوم !!

محمد الثريا

لاشك في أنه سيعد خيارا له حساباته وعملا يكشف نوايا أصحابه؛ إلا أن مبرر التصعيد الاخير لقوات تابعة للشرعية اليمنية سوف لن يغادر دائرة الاجابة عن هذا السؤال وهو ! هل يمكن تفسير هذا التصعيد للشرعية اليوم على أنه إستقواء عسكري بإيعاز أم أنه سيشكل مقدمة الإنتحار السياسي لها؟

 

ـ ومع أنه يظل خيارا مستبعدا ومن الصعب تنفيذه لكارثية التبعات والعواقب على متخذي هذا الخيار ..

..لكن (لو) وأكرر هنا (لو) ! فضلت صقور الشرعية الذهاب الى خيار المواجهة العسكرية مع قوات الانتقالي والانقلاب على اتفاق الرياض فهي بذلك وبكل غباء ستكون قد قدمت خدمة العمر للانتقالي ووفرت عليه جهد سنوات قادمة من العمل السياسي والدبلوماسي المضني..

 

ـ لكن بالمقابل قد يتسائل البعض ! ما سبب هذا التصعيد والتحشيد لقوات تابعة للشرعية؛ إذن؟ 

في الحقيقة ان هذا التصعيد يحتمل فرضيات وتحليلات عدة ؛ لكن حسب تحليلي الشخصي اظن ان تلك الصقور المتشرعنة والتي فقدت نصف ريشها عقب التوقيع على اتفاق الرياض قد شعرت اليوم ان ثمة منحدر آخر وشيك امامها ولربما سيفقدها ما تبقى من ريشها العتيق ذاك.

 

ـ وبلغة اكثر وضوحا ! يبدو بالفعل ان القوى المتنفذة التابعة للشرعية والتي لم يرقها اتفاق الرياض أساسا قد تلقفت إشارات شبه مؤكدة لكنها مقلقة بالنسبة لها كما يبدو، وتتعلق بإتفاق أخر قادم يتحدث عن صيغة الحل الشامل للازمة اليمنية وانهاء الحرب.وبما ان الاتفاق القادم قد لا يضمن دورا رياديا وحيويا لتلك القوى او لمصالحها مستقبلا ..

 

لذا سيبدو من البديهي هنا ان تلجئ قيادات تلك القوى صوب خيار الهروب الى الامام وإرباك المشهد بمحاولة ضربها الاتفاق الاساس والارضية الممهدة لاي مشروع حل سياسي حي كمشروع اتفاق الرياض أملا منها بفرض واقع مغاير غير الواقع والمصير الذي بات ينتظرها ..

 

ـ يرى أولئك الخاسرون ان الهجوم افضل وسيلة للدفاع ..عدا ان الامر يختلف هنا عن واقع الرياضة المعروف،ففي الأطر والمعاهدات السياسية ثمة خطط ومشاريع تبنى قبل إعتماد اي تسوية او مسار سياسي سيما وانه سيكون إعتمادا وضمانا اقليميا ودوليا اي ملزما قانونيا ..

إذن فأنت هنا معرض لكرت الطرد الاحمر في حال تجاوزت رغبات الحكم الدولي، فليست المسألة هنا قاصرة على الهجوم من ذات نفسك لإزاحة خصمك الداخلي وحسب كما تظن ..ثمة حسابات أكثر تعقيدا !!

 

كما ان الكرت الاحمر وحتى لاتنسى معناه طردك نهائيا وإحتساب نتيجة المباراة لصالح خصمك الملتزم .. 

 

ـ للتأكيد فقط ! لا يجب تفسير التحركات العسكرية الاخيرة بمعزل عن تماهي او تواطؤ رعاة الاتفاق معها ..وهذا جوابي لمن سيتسائل عن سيناريو وثيقة العهد والاتفاق السابقة وكيف تم الانقلاب حينها على معاهدة سياسية دون محاسبة ناقضيها ، بمعنى ان الانقلاب تم يومها بضوء أخضر من الاقليم ورعاة تلك الوثيقة ..وما اود الاشارة اليه هنا ان استمرار التصعيد اليوم لايمكن نفي صلته عن تماهي ولربما إيعاز راعي اتفاق التهدئة والاستقرار المزعوم. 

 

..لذا فحديث اللواء احمد بن بريك حول شرطية تسليم السلاح الثقيل وكما بدى جاء نابعا من تذبذب الثقة برعاة الاتفاق ( التحالف) اكثر منه بشريك الاتفاق( الشرعية)..فتلك كانت رسالة مقصودة من رئيس الجمعية العمومية ولم تكن لمجرد الاستهلاك الاعلامي فقط .

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology