رأي
الاثنين 25 نوفمبر 2019 12:28 صباحاً

في يوم مناهضة العنف ضدها.. لنستفد من المناسبة لإستنهاض موروثنا في إكرام #المرأة

عبدالكريم الجابري
بدعوة كريمة من مكتب الشؤن الاجتماعية والعمل وائتلاف الخير للإغاثة الانسانية، حضرت يوم الأحد في المكلا، فعالية إحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يصادف 25 نوفمبر من كل عام، معبرا عن تضامني مع نساء العالم اللواتي يعانين من التعنيف، وايضا رفضا لكل أنواع العنف ضد أي إنسان ذكرا كان أو انثى، إدراكا مني لما يسببه العنف بمختلف أنواعه من أضرار على المستوى الفردي والجماعي، بل إنه سبب رئيسي في معاناة البشرية.
 
 
ارتبط هذا التاريخ بمقتل امرأتين في جمهورية الدومنيكان، بسبب نشاطهن السياسي، ماحدا بالحاكم الدكتاتوري في ذلك البلد بإصدار أمرا بالتخلص منهن، وذلك في العام 1960 وبصورة وحشية.
 
على الرغم من أن قضية الاختين (ميرابال) المغدورتين في الدومنيكان تتعلق بنشاطهن السياسي، إلا أن الأمم المتحدة جعلت من ذكرى اغتيالهن مناسبة لمناهضة العنف ضد المرأة، واصدرت عام 1999م قرارين باعتبار 25 نوفمبر يوما خاصا بمناهضة العنف ضد المراة، وتجاوز القراران العنف السياسي ليشمل اي عنف اخر، وايضا للمطالبة بالمساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات.
 
في هذه المناسبة مايجب إدراكه، هو أن مثل هذه المناسبات والايام العالمية والدولية، ماهي إلا نتاج معاناة وتجارب لغير العرب والمسلمين، وانها لم تقر أو توضع لمعالجة مشاكل نابعة من بيئتنا المحلية، التي تتصف بالمحافظة، وتحظى فيها المرأة والأسرة بشكل عام بحماية أكبر وأقوى، كونها نابعة من الشريعة الإسلامية، إلى جانب السياج الأخلاقي والقيمي المتمثل في الثقافة والأعراف العربية، التي جعلت إكرام المرأة وصونها ورعايتها من معاني الرجولة الحقة، وارتبط شرف الرجل وسمعته بالمرأة والأسرة، فإن أحسن تعامله معهم ذكر بالذكر الطيب، وإن أساء للمرأة والأسرة فقد مكانته وقيمته بين الناس، وبما أننا جزء من الأسرة البشرية، ولأننا لانعيش بمعزل عن العالم، علينا الاستفادة من هذه المناسبات للتوعية بالقيم الدينية، واستنهاض العادات والقيم العربية الأصيلة التي اتسمت باكرام المرأة وحسن التعامل مع الأسرة، لا أن ننجر في تقليدا أعمى لما يقوم به الآخرون، نظرا لاختلاف البيئات والتجارب، والأهم اننا أصحاب دين وحضارة يغنياننا عن أي تجارب أخرى تتعلق بجوانب الحقوق والواجبات.
 
لست هنا في مقام المصلح الديني، ولكني انطلق من وعي وإدراك تامين، بأن ديننا الإسلامي قد ضمن حقوق المرأة، وتجاوز ذلك إلى اشتماله على حقوق الإنسان بشكل عام، وجعل من هذه الحقوق واجبات يجب القيام بها من قبل الفرد والمجتمع، وعلى الدولة أن تعمل فقط على تطبيق هذه المبادئ والقيم على النحو الصحيح والأمثل، لا أن يتم إهمالها أو السكوت عن التجاوزات بشأنها، وما أكثر التجاوزات في مجتمعنا في حقوق المرأة، خاصة من قبل أرباب الأسر، إذ نسمع أحيانا عن من يحرم المرأة عن حقها في الميراث أو التعليم أو غير ذلك، ومحاكمنا لاتخلوا من كثير من القضايا التي تتعلق بظلم المرأة والانتقاص منها ومن حقوقها، فما علينا إلا أن نحتكم جميعا رجال ونساء إلى ضمائرنا، ونسشعر قيمنا الدينية والعربية في تعاملنا اليومي، ستستقيم حياتنا، وسينتفي العنف بجميع أنواعه من مجتمعاتنا وستتحقق العدالة، وسنعيش حياتنا بكل كرامة وسعادة.
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology