رأي
الأحد 18 أغسطس 2019 11:13 مساءً

الجنوب العربي وطن لا يعرف المناطقية المعادية لشعبه

عبدالعزيز الجفري

كثيراً ما يستخدم أعداء تحرر الشعوب دعوات العنصرية المقيتة عبر ورقتي الفتنة والمناطقية لتمزيق الجمع الواحد الذي أفرزه التفاف الشعب حول قضية عادلة

 

لا شك أن ما واجه شعب الجنوب العربي من مصاعب ومتاعب على يد الاحتلال اليمني حتى تمكنوا من تحرير أرضهم كل ذلك خلق وصنع لنا جنوب جديد يختلف عن جنوب 1994 و 2015

اي نظرة موضوعية للجنوبيين قبل حرب الحوثيين وبعد تحرير عدن واسقاط مشروع تنظيم الإخوان يرى اختلاف كبير في نفسياتهم وفي توجههم ونظرت بعضهم لبعض بعد أن كان احدهم لا يثق بالآخر

 بحيث تغيرت نفوس ونقتها من كل شائبة وخلقت حالة صفاء ونقاء سادت و لم تحدث من قبل فترى ابن شبوة يحتضن ابن ابين وابن حضرموت يحتضن ابن الضالع وترى ابن عدن وابن لحج والمهره وسقطرى يحتمون ببعضهم توحدت دمائهم وارواحهم

 

بعد تحرير عدن والجنوب تغيرت الامور رأسا على عقب حيث ساد الاتحاد بين أبناء الجنوب العربي وسادت روح الالفة والمحبة والتفاؤل بالمستقبل والثقة بالنصر

وما أكد على ذلك حشود مليونية التمكين استطاع الشعب من خلالها إثبات وعيه وقدرته وتمسكه بشرعية خياره وبأصالة هويته

و التمييز بين مستقبله الذي يريده وأطماع الآخرين الذين يريدون أن يظل رهن صراعات مناطقية تمزقه

هنا لا يمكن الحديث عن وجود خطاب كراهية

مناطقية وعنصرية عام أو ممنهج ، حيث الأكثرية القاهرة من الشعب الجنوبي تقف ضده. لكن بنفس الوقت لا يمكن إنكار وجود زمرة قليلة تتبنى هذا الخطاب

رغم وجود الاختلاف في بعض وجهات النظر حول المواقف السياسية لكن يبقى التعاطي تجاه هدف استقلال الجنوب العربي محل إجماع

ولكن قد تكون هناك أسباب وظروف وعوامل موضوعية، ساهمت إلى حد ما في دفع ظهور خطاب الفتن والمناطقية إلى السطح مرة أخرى. لكن العامل الأبرز يكمن بحرص بعض القوى على استخدامها ورقة كخاصرة رخوة، يمكن من خلالها عرقلة مشروع الاستقلال

 

 

لا يوجد صراع جنوبي جنوبي كما يحاولون عبر وسائل إعلامهم بإن يجعلوا منها الوسيلة لتحقيق اهدافهم الخبيثة

الشعب الجنوبي متحد توحد بعد تضحيات جسيمة ونضالات طويلة ولايمكن ان يتجزأ مرة اخرى مهما كان الامر ولو كره الكارهون والمتآمرون والحاقدون 

 من يخدمون أعداء الجنوب وشعبه صراعهم مع الشعب و الاحرار المخلصين الذين يسعون لتحقيق الهدف الذي ناضل وضحى لأجله الشعب

 

 

-المساعي التي نحتاج إليها اليوم

  هي التصالح والتسامح والتفاهم.والتوازن والحوار العقلاني البناء أداتنا الرئيسية للحفاظ على ماتحقق من انجازات ولتحقيق ما تبقى من روئ وتطلعات تصب في مصلحة الجنوب العليا

 

حاليا ينبغي أن يكون هناك عمل جماعي منسق مع مختلف الشرائح الجنوبية 

 يحمل رؤية موحدة وأهداف واضحة، من أجل مسح آثار الصورة النمطية التي يحاول أصحاب الخطاب المناطقي ترسيخها في الأذهان

 

-هناك مسؤوليات شخصية على الجنوبيين كأفراد، تشمل زيادة مستوى الوعي والتواصل الإيجابي مع المجتمع ، وإعطاء صورة إيجابية ، والالتزام قدر الإمكان بالعادات والتقاليد ، وعدم التناقض معها بشكل صارخ

 

 لكي يبقى جنوبنا العربي حراً أبيا عصياً على الأعداء، لابد ان تشرع بنيانه على أعمدة صلبة وقوية، تساهم في صنعها مبادئ ديمقراطية يتنافس فيها الجميع لخدمة الوطن والدفاع عن كرامته ،لا لتفتيته وتقطيع أواصره خدمة لأعداءه

 حفظ الله وبارك لنا في جنوبنا ونصره وحماه

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology