رأي
الأربعاء 12 يونيو 2019 05:49 مساءً

"إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا"؛

صالح ابوعوذل

"إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا"؛ أبو الطيب المتنبي.


هذا هو حال البعض الذين، نذروا أنفسهم، للشتم والجلد والطعن في كل شيء، معتقدين ان الناس في الجنوب لا تعي وتدرك ان هؤلاء ينفذون اجندة أخرى، بمبرر "ان هؤلاء اقصونا او لم يصرفوا لنا".


ولكن طالما وهناك من جند نفسه لمحاولة النيل من دور الإمارات العربية المتحدة، الدولة الشقيقة والحليف الأوحد للجنوب، فأن من حقنا نقول رأينا ونفند مزاعم بعض "اللئام"، الذين لم يعد يهمهم أي شيء الا ان تكون عدن قرية ريفية يحكمها وحيد رشيد او أي احد من اتباعه، وتصبح مرتعا للفساد والنهب، كما كانت عليه خلال ربع قرن مضى.


دعونا من الإجابة على التساؤل ماذا فعلت "حكومة المارشال" لعدن منذ أربعة أعوام، ناهيك عن السؤال الأبرز.. ماذا فعل هادي للجنوب منذ ان كان نائبا لصالح ورئيسا لاحقا؟، لأن الكثير لديه إجابة كافية عن ذلك.

يقول البعض ان الإمارات توعدنا منذ ثلاثة أعوام ببناء محطة كهربائية في عدن، مع انهم يدركون من هو المعرقل لبناء المحطة خلال الثلاثة سنوات الماضية، وما علاقة السفير محمد آل الجابر بأمر العرقلة، وكيف كان أصبحت المنحة السعودية للكهرباء في عدن أحد اهم مصادر الهبر "من قبل السفير المشرف او من قبل المسؤولين في حكومة صديقه معين عبدالملك".


كل ما شرعت الإمارات في وضع مداميك مشروع في عدن، اشتغلت "الطبول"، تارة بأن الإمارات تنتهك السيادة وتحتل البلاد.
طيب نسأل هؤلاء لماذا عرقلت حكومة بن دغر بناء المحطة، ولماذا فضلت ان يتم استئجار محطة كهربائية مشتراة تابعة للوزير الإخواني محمد السعدي المرتبط بعلاقة وثيقة بتركيا.
عملت أبوظبي على تأهيل مطار عدن الدولي الذي دمر بشكل نهائي، وشرعت في تأهيل المدارس والمشافي واقسام الشرطة، ورفدت القوات بالمعدات والمستلزمات العسكرية، ومع كل كارثة تحل بعدن، تكون الإمارات سباقة في الاستجابة.


حين انتهت الإمارات من تأهيل المطار، قامت الحكومة بتسليم وزارة النقل لشخص سفيه كمكافئة له على شتم ابوظبي على قناة قطرية.


يعني قبل ان تسألوا لماذا تأخرت الإمارات في بناء محطة الكهرباء، تسألوا "محمد آل الجابر"، كم هي المنحة السعودية للكهرباء وكم هي الأموال التي تصرف على تشغيل الكهرباء، وكم هي الأموال التي تنهب على ظهر الدعم السعودي للكهرباء؟


الأمر الأخر، هل تتذكرون السفينة التركية التي جلبت مواد اغاثية منتهية الصلاحية، والتي قال العميقون جدا ان السبب في انتهاء المواد الغذائية يعود الى سبب المنع للسفينة التركية من الدخول الى ميناء عدن والتي قدروها بـ30 يوما من المنع؟، مع ان المواد الغذائية منتهية الصلاحية منذ نحو عام ونصف والبعض منذ أكثر من عامين.
هل تتذكرون الاحتفال بالكباش التركية التي لا احد من أهالي عدن يعرف اين ذهبت؟
هل تتذكرون قبل يومين الاحتفال بالجسر الجوي السعودي لآل الجابر "والذي تبين انه ليس جسرا، بل بضعة كراتين من التمر ".


المشكلة ان هؤلاء يبحثون عن أطراف إقليمية تحمل مشاريع عدائية للجنوب وقضيته، ولها تحالفاتها المحلية اليمنية، ويهاجمون من يقف الى جانب الجنوب.
يدرك كثيرون ان السعودية لن تكون مع الجنوب ولن تدعم قضيته، بل انها تسعى لمنح طرف سياسي حق السيطرة على الجنوب، وما اهداف الائتلاف المدعوم سعوديا الا ابسط دليل على ان هذه المشاريع السياسية التي ترفع شعار الإلغاء للأخر ما هي الأدوات قبيحة لمشاريع اشد قبحا.
الجنوبيون أحرارا ومن حقهم ان تكون لهم تحالفات سياسية مثلهم مثل غيرهم، فالعالم قائم في الأساس على تحالفات.
ولكن بقي الإشارة الى ان رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك وجه مطبخه الإعلامي بتوقيف الهجوم على الإمارات الا ان البعض استجاب لطلب من آل الجابر الذي لا أجد تفسيرا للأسباب التي تدفعه لتبني خطابا معاديا لجزء من التحالف العربي؟ فهو المسؤول عن هذا العبث، بدلا من ان يدعم الحرب ضد الحوثيين، ذهب وعبر ادواته المعروفة الى النيل من الضالع ورجالها وتصوير الحرب التي تدور هناك بأنها حرب بين أبناء الضالع أنفسهم ولا علاقة للحوثيين بشيء، بل ان البعض لم يخجل في القول ان "من اهداف الدولة الاتحادية، دق الضالع ويافع".
وللجنوبيين، قبل التفكير في معادات هذا الطرف او ذاك، ابحثوا عن البديل، وما الذي سيستفيد منه الجنوب.
ويكفي.

 

#صالح_أبوعوذل

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology