رأي
الاثنين 03 يونيو 2019 02:03 مساءً

#الجنوب و #التحالف_العربي إلى أين؟

احمد عقیل باراس
یبدو أن الجنوبیین ومهما کانت نصرتهم للتحالف أو تضحیاتهم معه فإن لهم سقفاؒ وحداؒ معیناؒ، مهما کبرت أو عظمت هذه التضحیات التي یقدموها فلن یتجاوزوا فی علاقاتهم  مع التحالف هذا الحد  وهذا السقف ونعتقد عاجلاؒ أم اجلاؒ سنجد هذه القوى التقلیدیة التي حكمت الشمال اولاؒ وفیما بعد الیمن هي من ستستفید من وجود التحالف وهي من ستجني صافي الأرباح في نهایة المطاف ونخشى أن يأتي وقت لن یعود أمامنا فیه کجنوبیین الا تذکر شهدائنا الذین خسرناهم وإحصاء عدد قتلانا والبكاء علی اطلال آثار الدمار التي لحقت بمدننا و بإنساننا إذ نعتقد أن التحالف سیجد نفسه أخیراؒ مجبراؒ_ أخاك لا بطل _ على التعامل مع هذه القوى وتحقیق رغباتها و ذلك لما تمتلكه هذه القوی الیمنیة التقلیدیة كما نظن من خبره في التعامل مع هكذا أحداث فعلى مدى تاریخ الیمن الطویل نجد هذه القوی تتعامل بمنتهى الدهاء مع معظم تلك القوى الخارجیة سوئ التي غزتهم أو التي استدعوها في إطار صراعاتهم الداخلیة فهم یأخذون من الأجنبي ما یتوافق وحاجتهم إلیه ویتخلون عنه بإنتهاء هذه الحاجة وفی ذلك لم یكونوا یمیزون  بین القوى التي غزتهم أو حتى تلك التي ساعدتهم ووقفت معهم فلا شكر الجمهوریین دور المصریین ولا رعى الملكیین  الید السعودیة التي أمتدت إلیهم فبمجرد أن حققت هذه القوى المحلیة أهدافها ووصلت إلى قناعة باستحاله إنتصار أحدهما على الأخر حتى تعاملت بجحود مع کل من قدموا لهم المساعدة و بكل سهولة اعادوا ترتیب تحالفاتهم السابقة و دخلوا مع بعضهم البعض في تحالفات جدیدة نسوا أو تناسوا فیها خلافاتهم وتجاوزوا آثارها فكان من نتیجته أن غادر المصریین صنعاء بمنتهى الاذلال وانكمش الدور السعودي لیقتصر فقط علی دفع المال. وظلت هذه الحالة ملازمة لهذه القوى على مدى تاّریخها الطویل و أستمرت معها حتى یومنا الحاضر، لقد فعلوا الشئ نفسه مع الاتراك  و فعلوه مع العراق و کررو فعله  للمرة الثانیة و الثالثة مع السعودیین   فهاهو صالح في تسعینیات القرن الماضی یعید الکرة و  یتخلئ عن السعودیة و عن دعمها له  لیقف مع غزو العراق للكویت في مقابل أوهام باعها له الرئیس الراحل صدام حسین لیعود فی عام ٢٠٠٣م لیغدر بصدیقه صدام نفسه، ویکون من ضمن المشارکین في إسقاط العراق. وفي أحداث عامي  ٢٠١٤م  و ٢٠١٥م، لم یراعي صالح  حقیقة دور السعودیة في الحفاظ علیه و علی نظامه من السقوط لیدخل في تحالف جدید أکثر إیلاما للسعودیة مع الحوثیین أسموه ( تحالف الضرورة ) تناسى فیه صالح و الحوثیین کل خلافاتهم وآثار الدماء التي سكبوها طوال صراعاتهم السابقة.
 
 
 
إننا ومن خلال هذه المقاربة التاَّریخیة العابرة نستطیع فهم طبیعة هذه القوى التقلیدیة التي تسیطر الان علی الیمن فقد جمعت بین المذهب و الطائفة وبین القبیلة والدولة بما یخدم مصالحها و یعزز من فرص بقائها في الحكم  ربما تختلف، تتغیر ،تضعف لكن تظل في الأخیر قوى قادرة أن تستعید تماسكها وتستعید دورها في أي لحظة و لدیها من القدرات ما یجعلها قادرة على تكرار أحداث الماضي و العوده أكثر قوة و أکثر نفوذ  قد تختلف تسمیات هذه القوى من فتره تاّریخیة إلى أخرى ففي کل مرحلة تحمل اسم فتارة إمامیین و دستوریین، و تارة  ملكيین و جمهوریین، وتارة مؤتمر واصلاح وأخیراؒ حوثیین وشرعیه  لكن في جمیع مضامین هذه التسمیات  و فی هدافها واحده الا و هي عدم خروج الحكم من المرکز المقدس وللأسف التحالف في تدخله العسكري في الیمن یكرر نفس أخطاء التدخلات الخارجیة السابقة فقط نجح في استبعاد الكلفة البشریة لقواته في هذا التدخل  وماعداه فهو وبدون أن یشعر، یسیر  نحو تثبیت دعائم مراکز هذه القوی في الحكم فهاهي هذه القوی الأن تعود للسیطرة على زمام الأمور مرة أخری بعد أن کادت تفقدها إذ أستطاعت بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب أن تمتص الصدمة و تكسب مزیداؒ من الثقة بنفسها و هو ما أعطاها مساحة أكبر للمناورة والحرکة وفرض أجندتها لذا و بدلاؒ من أن تسیر هي وفقاؒ وما يریده التحالف مثلها في ذلك مثل غیرها من القوی المنضویة الأخری تحت مظلته ( أي التحالف ) كالقوی الجنوبیة و تهامة  وطارق عفاش أضحت الیوم هي من تملئ علی التحالف ما تریده لذا لا نستبعد إطلاقا إذا ما عادت هذه القوی للعب دورها السابق  و تمكنت من إخضاع الیمن شمالا و جنوبا لحكمها مرة أخری فالمعطیات علی الأرض تثبت لنا إننا أمام تحالف شمالي شمالي قادم لاعاده اخضاع الجنوب مرة أخری تعمل علی نسجه هذه القوی التقلیدیة من الحوثیین و الشرعیة یتجاوزون فیه خلافاتهم وتسمیاتهم و قد ظهرت بوادر هذا التحالف في أکثر من مكان وبالأخص في الأحداث الأخیرة التي شهدتها الضالع واستعار الجبهات على حدودها بالإضافة لإستمرار حملات التحشید التي تقوم بها الملیشیات على طول الشریط الحدودي للجنوب فهذا ما کان له أن یحدث لولا هذا التوافق الشمالي الشمالي وإذا ما نجح هذا التحالف فی إخضاع الجنوب فإنه سیكون کارثه علی التحالف العربی ممثل بالمملكة العربیة السعودیة ودولة الامارات العربیة المتحدة قبل أن یكون کارثة علی الجنوبیین جمیعاؒ بمختلف فئاتهم  وتوجهاتهم.
 
 
 
لقد أن الآوان للتحالف العربي بعد مضي هذه السنوات لأن یراجع سیاسته ویحدد موقفه من معظم الأحداث التي تجري أمامه ويضع النقاط فوق الحروف إذا ما أراد النجاح، والحفاظ علی ما تحقق من مكاسب فاذا مانظرنا لحجم التضحیات لا نجد أحداؒ یدفع ثمن هذه الحرب أکثر من الجنوبیین و بالنظر للمعطیات فإننا لا نری طرفاؒ خاسراؒ في هذه الحرب حتى الأن أکثر من الجنوبیین، و بالنظر لوحدة الشمالیین لم نجد إصطفافا شمالیا شماليا (حوثیین وشرعیه) أكثر من إصطفافهم ضد الجنوب و بالنظر للإخلاص والصدق مع التحالف لم نجد أخلص وأوفئ وأصدق من الجنوبیین في مساندتهم للتحالف العربي و ذهابهم معه ألى أبعد مما کانوا یریدون الذهاب إلیه وسیظلون مع التحالف و إلى جانب التحالف بغض النظر عن مدی إمكانیة تحقیقة لكامل أهدافه من عدمها في الیمن. فهل ینظر التحالف العربي إلی حجم هذه التضحیات التي یقدمها الجنوبیین في کل مكان وفي یوم وفي کل ساعة وفي کل لحظة من دماء أبنائهم وعلى حساب دمار مدنهم وخراب قراهم فهل ینظر لها بالنظرة التي تستحقها  فیعمل علی منحهم مزیدا من التمكين علی أرضهم ویساعدهم في بناء مٶسساتهم العسكریه والمدنیة القادرة على الدفاع عن أرضهم  ويساعدهم بعد هذا کله علی تحقیق أمنیاتهم ورغباتهم فمن الظلم أن یخسر التحالف هذه القوی المخلصة والمٶیده له في مقابل الرهان علی قوی خاسرة أکثر مایهمها عودة مرکزهم المقدس للحكم و لا تكن له أدنی أحترام و تنتظر فقط الفرصه المناسبه و اللحظه الفارقه للتخلص منه.
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology