رأي
الخميس 30 مايو 2019 12:54 مساءً

نهب #مستحقات_العسكر.. فساد يحطم معنوياتهم القتالية!

جمال مسعود علي
في بلد هو الأفضع عالمياً في تقنين وسائل واساليب النصب والاحتيال وتفشي ظاهرة الفساد بكل صوره واشكاله وتجرؤ يده على كل الممتلكات الخاصة والعامة وعدم التورع في الحاق الضرر بالبسطاء والمساكين من عامة الشعب سمعنا كثيرا عن شكاوى العسكر في الجيش والامن من استقطاعات وخصميات وتوقيف رواتب بين الفينة والاخرى وطرد من الخدمة واستغناء عن خدمات وتسجيل مستجدين وتجنيد للشباب وغيرها من الاساليب. 
 
 
ضمن الصلاحيات المرسلة للقادة والضباط الكبار الذين اوغلوا بانيابهم ومخالبهم في مستحقات البسطاء من الافراد والصف ضباط الذين يستسلموا لممارسة الابتزاز بحقهم واجبارهم على الرضوخ لقرارات القادة المتمثلة بالاستقطاعات من فوق الطاولة خارج كشف الراتب وبند الجزاءات والخصميات في نوع من انواع الارهاب النفسي للمنصب العسكري على البسطاء المساكين من الافراد في الجيش والأمن، صدر تصريح لمسؤول مالي في وسائل الاعلام افاد بان القادة العسكريين لديهم كشوفات مالية للافراد التابعين للوحدات العسكرية التي يقودونها وان هذه الكشوفات تحتوي على ارقام واسماء وهمية الغرض منها استخدام مستحقات الافراد الوهميين المالية والعينية بديلا عن الميزانية التشغيلية والخدمات للمهمات العسكرية التي اتاحت للقادة العسكريين حق الانتفاع بالمخصصات المالية والعينية خارج الكشوفات فلم يكفهم ذلك الفساد المقنن بل يلجأوا إلى نهش مخصصات الافراد المقيمين في المعسكرات وحرمانهم من أبسط الحقوق. 
 
 
سؤال نوجهه للمعنيين بالأمر، ألم يحن الوقت بعد لتنظيم الادارات العسكرية وضبطها والتحكم بغطرستها وإستبدادها وتقييدها بضوابط الانظمة واللوائح العسكرية .. ؟ الا يكفي اكثر من اربع سنوات العمل الاداري العسكري فيها خارج اللائحة والصلاحيات؟ اليس من الواجب تطبيق نظام البصمة والصورة وتنقية كشف الراتب ومنع الصلاحيات المفتوحة المهيئة لفساد القادة وتفشي طغيانهم وجبروتهم؟، أن الهدر والتفريط بالحقوق العامة للشعب من قبل جماعة ممن منحوا انفسهم صلاحيات الفراعنة التي تحكم وتملك ولا تسآءل أو تحاسب على أي فعل مشين.. ألم يحن الوقت بعد لتوفير الامان والضمان للافراد من سطوة وهيمنة القادة العسكريين الملاك للصلاحيات والإصلاحات والسلطة المطلقة للفرعون فما الداعي لان يظهر القائد العسكري كأمير من امراء الحرب بالصرف المالي العبثي وبالمواكب الاستعراضية والهيلمان الصانع للفراعنة والطغاة.
 
 
 إن التوجيه المعنوي للقوات المسلحة والامن قائمة على استجابة الافراد للاوامر العسكرية تحت مبدأ نفذ ثم ناقش ولكنها منطلقة من اساس العدالة والمساواة وتحقيق الكرامة والرفعة للافراد والصف ضباط والضباط الصغار بالمحبة والوئام بعيدا عن الهيمنة وجبروت فساد القادة السلوكي والعسكري وهم بذلك ينخرون في معنويات الافراد نتيجة قهر المنصب وذل الوظيفة والراتب ويدمرون الروح المعنوية والقتالية الصلبة والجسورة عند الافراد والصف ويحولوهم الى ركام من المعاناة والانهزام والضعف والوهن في الروح والجسم. 
 
 
 
إن الجيوش القوية هي التي تحترم مكانة الافراد وتعزز لديهم الثقة بالوظيفة العسكرية القائمة على الضبط والربط ، والاوامر العسكرية المهابة في التدريب والحرب ، ولن يتحقق ذلك الانضباط العسكري في ظل الاستبداد والحرمان والتجريع والتجويع والاذلال النفسي للافراد والصف.
 
 
إن النظم واللوائح العسكرية القوية بقوة الارادة العسكرية الكفؤة هي ميزان التعامل بين القادة والضباط والافراد وليس في الجيش صلاحيات مفتوحة ولا تملك وهيمنة ، القانون يخضع له المجند المستجد مثل وزير الدفاع ورئاسة الاركان ومن قبلهم القائد الاعلى للقوات المسلحة وكلهم على السواء يخضعون لهيبة القانون العسكري ، والمحاكمة العسكرية يقف امامها الجميع بالتساوي على قدر الجرم الذي يرتكبه المخالف ايا كان جندي مستجد او صف ضابط او ضابط او قائد عسكري والريال الواحد في الجيش لايجوز نهبه والتعدي عليه مثله مثل المليون واكثر ومن سولت له نفسه وادين بنهب او نصب مخصصات الوحدة العسكرية لن يفلت من مقصلة العدالة العسكرية والامنية ولكنه الانفلات الاخلاقي والقيمي للوظيفة العسكرية والامنية التي حولت القادة العسكريين الى ملاك للوحدة العسكرية يلتهمون مستحقاتها بعدد الرؤوس وكما يقال كم لديك في القوة البشرية فيقول الف رأس كقطيع المواشي بلا آدمية ولا انسانية … يقول البعض ان التعرض للعسكر خط احمر ولايجوز الخوض فيه مخافة تشويه مكانة الجيش والامن ، بكل شجاعة نرد على من يدعي ذلك ونقول له لاتسمحوا بخروج الافراد الى الشوارع يطالبون بمستحقاتهم وشكواهم ضد القادة العسكريين المنزهين عن المحاسبة والمسآءلة التي حولت العلاقات العسكرية بين القادة والافراد الى سادة وعبيد.
 
 
ألم يحن بعد العودة الى حقيقة الجيش والامن النزيه وتأمين الحقوق والكرامة والعدالة التي تقوي اواصر المحبة العسكرية سبب الانتصارات في المعارك ، فلن يتحقق انتصار عسكري في ظل الظلم والاستبداد والاستعباد والابتزاز الانساني لحاجة الافراد ونهب رواتب الافراد والصف بغير وجه حق وفق الصلاحيات الحرة والمفتوحة للقادة الفراعنة فلا تحسبوا الانتصارات العظيمة هي للوحدات العسكرية وباسمها كلا والف كلا انما هي انتصارات بارادة وطنية ورغبة شعبية ومشاركة بروح ايمانية بعدالة القضية واستحقاق النصر.
جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن لنج] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology