مجتمع مدني

الهواتف القابلة للطي نقلة نوعية أم ترف فائض بأسعار باهظة

الأحد 03 مارس 2019 02:20 مساءً عدن لنج_سلام سرحان

دخلت شركات صناعة الهواتف الذكية في منعطف الهواتف ذات الشاشات القابلة للطي، لكن معظم المحللين يقولون إن المفاجأة رغم بريقها، لم تجد الكثير من المتحمسين لاقتنائها ورجحوا أن تصنف كترف فائض عن الحاجة في ظل أسعارها المرتفعة.

ويبدو أن أزمة تراجع مبيعات الهواتف الذكية دفعت الشركات لوضع موارد هائلة بحثا عن مزايا جديدة لإيقاظ حماس المستخدمين وتعزيز الطلب المنحسر، الذي كبدها خسائر كبيرة في الأشهر الماضية.

وشهدت الأيام الماضية كشف شركة سامسونغ، التي تتصدر مبيعات الهواتف الذكية في العالم، عن أول هاتف بشاشة قابلة للطي تتضاعف مساحتها عند فتحها كما يفتح مثل دفتر وأطلقت عليه اسم “غالاكسي فولد”.

وسرعان ما التحقت شركة هواوي الصينية، التي تسير مبيعاتها عكس التيار رغم العقبات التي تضعها واشنطن في طريقها. وكشفت الشركة التي انتزعت العام الماضي المرتبة الثانية في حجم المبيعات من شركة أبل، عن هاتف قابل للطي أطلقت عليه “ميت اكس”.

زوبعة في فنجان
لكن الصرعة المثيرة لفضول واهتمام الملايين، قوبلت بتشكيك الخبراء في إمكانية انتشارها على نطاق واسع، رغم أنها تقدم هواتف بالحجم العادي يمكن أن تتسع شاشاتها لتصبح بمساحة جهاز لوحي صغير.

ويشير الخبراء إلى أن السنوات الماضية شهدت تقديم الكثير من المزايا الخلابة، لكن تبين لاحقا أنها فائضة عن الحاجات الأساسية. ووجد المستخدمون أنهم ليسوا بحاجة إليها في حياتهم اليومية السريعة إلا نادرا.

أكبر العقبات أمام تحقيق مبيعات كبيرة هي الأسعار الباهظة حيث جاء هاتف سامسونغ غالاكسي فولد بسعر 1980 دولارا في حين جاء هاتف هواوي “ميت اكس”بسعر 2600 دولار.


ولا بد هنا من الإشارة إلى مغامرة شركة أبل، التي رفعت سقف الأسعار منذ طرح آيفون أكس في نهاية عام 2017 وواصلت تلك السياسة في هواتفها الثلاثة في العام الماضي، والتي أدت إلى انحدار مبيعاتها وفقدان الشركة لنحو 300 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ أكتوبر الماضي.

وكان سعر أغلى هواتف آيفون تلك يقل عن نصف سعر هاتف هواوي الجديد، ومع ذلك تراجعت المبيعات بدرجة عرضت أبل لأزمة كبيرة، ولذلك يبدو مستبعدا أن تحقق الهواتف الجديدة مبيعات كبيرة.

بالتأكيد سيكون هناك متحمسون لاقتنائها للتميز عن أقرانهم، عند طرح غالاكسي فولد في 26 أبريل وهواوي ميت اكس منتصف العام الحالي، لكن من المستبعد أن يكون هناك الملايين من الأشخاص المستعدين لدفع تلك المبالغ الكبيرة من أجل الحصول عليها.

وتؤكد الدراسات والتقارير المتخصصة أن أعدادا متزايدة من المستخدمين أصبحوا يجدون الهواتف الحالية، وحتى تلك التي صدرت قبل 3 أو 4 سنوات تؤدي جميع الوظائف التي يحتاجونها حين يكونون في الأماكن العامة.

أما حين يكونون في البيوت والمكاتب فإنهم يفضلون الأجهزة اللوحية الكبيرة والكمبيوتر الشخصي والمكتبي لتأدية المهام التي تحتاج إلى شاشة كبيرة.

وكثيرا ما نشاهد أشخاصا في مواقع وظيفية واجتماعية مرموقة يواصلون استخدام هواتف طرحت قبل سنوات عديدة.

تكهنات رد أبل
تنتظر الأسواق والمستخدمون رد فعل شركة أبل على هذه الخطورة، لكن من الصعب معرفة نواياها بعد أن نجحت على الدوام

في التكتم على ما ستقدمه، حتى موعد مؤتمرها السنوي الذي يعقد في سبتمبر من كل عام.

وترجح التكهنات أن أبل، التي لا تزال تمثل السقف المرتفع لمواصفات الهواتف الذكية منذ افتتحت عهدها في عام 2007، قد لا تدخل هذا السباق خاصة أنها لا تطرح أجهزة عديدة مثل سامسونغ وهواوي، وقد اكتفت على الدوام بطرح جهازين أو ثلاثة سنويا فقط.

ورغم أن وسائل الإعلام استقبلت الهواتف القابلة للطي وكأنها اختراق تكنولوجي، إلا أن الاختراع ليس جديدا ويعود لسنوات طويلة، لكن لم يتم تقديمها بسبب عدم وجود تطبيقات عملية تستدعي ذلك.

وقد يكون دعم الهواتف لشبكة الجيل الخامس الميزة الأكثر إغراء، لكنها لا تنفرد بها، وقد طُرحت بالفعل هواتف كثيرة تدعم تلك الشبكة وستتحول إليها جميع الأجيال المقبلة من الهواتف الذكية التي ستطرح خلال العام الحالي.

ويقول موقع تشاينا توداي إن الهواتف الذكية “الجديدة” القابلة للطي لا تقدم أي استخدام عملي جديد باستثناء اتساع الشاشة لدمج الهاتف والجهاز اللوحي، وتضيف أن ذلك قد لا يكون كافيا لإغراء المستخدمين، الذين قد ينتظرون مزايا أكثر في أجيالها اللاحقة.

ويرى وو شويوان كبير محللي شركة سيغمينتل المتخصصة بتحليل التكنولوجيا أن محور الاختلاف بين سامسونغ غالاكسي فولد وهواوي ميت اكس هو أن شاشة الأول تطوى إلى الداخل والثاني إلى الخارج.

وأكد أنه يفضل هاتف هواوي لأن سمكه أقل وشاشته أكبر من هاتف سامسونغ، الذي تنحجب الكاميرا الرئيسية عند الطي، إضافة إلى أن الأخير أكثر عرضة للكسر في حالة السقوط من الأول.

ويتوقع موقع تشاينا توداي ألا تتجاوز جميع مبيعات الهواتف القابلة للطي في العام الحالي 900 ألف جهاز فقط في ظل تلك الأسعار الباهظة.

ويقول إن مبيعاتها قد تتضاعف في العام المقبل، لكنها مع ذلك لن تشكل سوى قطرة في بحر مبيعات الهواتف الذكية التي قدرها الموقع بنحو 1.4 مليار جهاز خلال العام الماضي.

ويخلص الموقع إلى القول إنه ما لم تنخفض تكلفة إنتاجها ومن ثم أسعارها بشكل حاد، فإن سوق الهواتف الذكية القابلة للطي ستكون محدودة في المستقبل المنظور.


يبدو من الواضح أن شركتي سامسونغ وهواوي استثمرتا موارد هائلة على الأبحاث والدعاية والتسويق للهواتف الذكية الجديدة، دون أن يكون هناك أفق واضح للجدوى الاقتصادية.

وهناك قناعة تزداد رسوخا بين خبراء التكنولوجيا تؤكد أن الهواتف الذكية استنفدت جميع آفاق التطوير ولم تعد هناك أي مساحة تذكر لمواصلة الابتكار.

ويقول البعض إن الضجة التي أثارها مشهد ستيف جوبز الرئيس السابق لشركة أبل وهو يقدم أول آيفون قبل أكثر من 11 عاما أو بعد سنوات حين قدم آيفون 4 قد لا تتكرر في المستقبل القريب.

وقد يكون مبرر الشركتين هو فقط التأكيد للعالم أنهما تواصلان الابتكار أو محاولة انتزاع زمام المبادرة على الصعيد الدعائي على الأقل. وفي أسوأ الأحوال قد تكونان استندتا إلى دراسات وتوقعات غير واقعية.

ويرى تحليل أعمق أن الشركتين لم يكن بوسعهما انتظار تقدم شركة منافسة إلى هذا الميدان خشية فقدان حصة في السوق، رغم الثمن الباهظ لهذه المغامرة بسبب حاجة شاشات العرض القابلة للطي إلى مواد خاصة نادرة جدا في السوق.

كلا الهاتفين تم تقديمهما في معرض الجوال في برشلونة الأسبوع الماضي، والغريب أن الشركتين لم تسمحا للجمهور بلمسهما، وهو ما أثار ريبة الجمهور وبعض المحللين.

قد تكون الشركتان استعجلتا لتحقيق السبق الإعلامي بتقديم الأجهزة في أكبر منصة سنوية للهواتف الذكية، وربما قبل الأوان. ولذلك لم تسمحا بلمسهما خشية ظهور خلل قد يؤدي إلى نكسة كبيرة.

ويتضح ذلك في الموعد البعيد نسبيا لطرح الجهازين في الأسواق، وهو بعد شهرين بالنسبة لسامسونغ في 26 أبريل، وبعد أكثر من 4 أشهر بالنسبة لهواوي التي اختارت منتصف العام الحالي دون ذكر يوم محدد.

سامسونغ تسبق الجميع
في 21 فبراير الماضي سبقت سامسونغ جميع المنافسين إلى منعطف الهواتف الذكية ذات الشاشات القابلة للطي، بالكشف عن غالاكسي فولد، الذي يبدو وهو مغلق مجرد هاتف متوسط الحجم ويقل أناقة عن الهواتف المتاحة حاليا لأنه أكثر سمكا وتقيدا.

ولا تزيد مساحة الهواتف وهو مغلق على 4.6 بوصة فقط، لكنه حين يُفتح مثل كتاب تتضاعف مساحة شاشته لتصبح بحجم جهاز لوحي صغير وتصل إلى 7.3 بوصة.

وتسعى سامسونغ من خلال الهاتف الجديد لإنعاش مبيعاتها وإدامة تفوقها على أبل والمنافسين الصينيين، لكن المحللين يستبعدون أن يخدمها في هذا الاتجاه ويدعم مبيعاتها بسبب سعره المرتفع.

وقال د.ج. كوه الرئيس التنفيذي لشركة سامسونغ إن الجهاز “يرد على المشككين الذين قالوا إنه لم يعد هناك ما يمكن تقديمه في الهواتف الذكية. هذا الجهاز يثبت أنهم على خطأ” وهو ما يستبعده المحللون.

وتظل سامسونغ أكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم وتستحوذ على نحو خُمس السوق العالمية، لكنها عانت من تراجع أكبر من متوسط تراجع مبيعات الهواتف الذكية في العالم خلال العام الماضي.

وتعول سامسونغ في آمال دعم الطلب على غالاكسي فولد على شبكات الجيل الخامس، التي ستكون أسرع بنحو 10 مرات مما سيؤدي لتحسين تجربة مشاهدة الأخبار والمباريات الرياضية بالبث الحي على شاشته الكبيرة.

هواوي تذهب خطوة أبعد
بعد سبق سامسونغ بثلاثة أيام في 24 فبراير وفي ذات المعرض في برشلونة، التحقت شركة هواوي بمنعطف الهواتف الذكية القابلة للطي وكشفت عن جهاز “ميت اكس” الذي قدم صورة أكثر بريقا في وسائل الإعلام.

وقدمت هواوي جهازا أكبر وأنحف ويبدو أكثر متانة من سامسونغ غالاكسي. وتبلغ مساحة شاشته الأمامية قبل الفتح 6.6 وعند فتحه تتسع 8 بوصات مع وجود مقبض صغير في الخلف للمساعدة في حمل الجهاز بيد واحدة.

ويرى الخبراء أن مفاجأة هواوي تشكل صدمة كبيرة لسامسونغ الطامحة إلى التفرد بمنتجات جديدة والبقاء في صدارة المبيعات خاصة أنهما تستخدمان نظام تشغيل واحد هو أندرويد.

لكن هواوي قد تواجه عقبات أكبر. فسعر جهازها يزيد بأكثر من 600 دولار عن سعر جهاز سامسونغ، إضافة إلى أنها محرومة من سوق الولايات المتحدة الكبير وتتعرض لضغوط واشنطن في الكثير من الأسواق الأخرى.

وقالت الشركة التي تسجل مبيعاتها ارتفاعات هائلة عكس تيار تراجع المبيعات العالمية لمنافساتها، إن الهاتف الذكي الجديد يجمع مزايا الجهاز اللوحي وسهولة استخدام الهاتف الذكي صغير الحجم.

وقال ريتشارد يو، الرئيس التنفيذي لهواوي، التي انتزعت العام الماضي المركز الثاني للمبيعات من أبل، إن هواوي بذلت موارد كبيرة وعملت لأكثر من 3 سنوات على تطوير شاشة هاتف ميت اكس الجديد.

لكن خلاصة آراء المحللين ترجح أن ينحسر اهتمام المستخدمين بكلا الهاتفين القابلين للطي حتى قبل طرحهما في الأسواق، لتواصل الأسواق والمستخدمون انتظار طفرة تكنولوجية أكبر قد تكون خارج ميدان الهواتف الذكية

المزيد في مجتمع مدني
تعادل ناشئي نادي حسان وناشئي نادي المنصورة بهدف لكل فريق في المباراة الودية التي جمعتهم اليوم على أرضية ملعب الفقيد علي أحمد العلواني بمديرية المنصورة بالعاصمة
المزيد ...
عقد رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، بمقر الهيئة في المكلا، اليوم الأحد، لقاءً موسعاً مع بعثة فريق نادي قشن الرياضي
المزيد ...
  غيّر موقع التدوين المصغر "تويتر"، الاثنين، اسمه وصورته على الحساب الرسمي من العصفور إلى الحرف "X"، كما وضع مالكه، الملياردير الأميركي، إيلون ماسك الشعار الجديد
المزيد ...
    توفي الكاتب الفرنسي التشيكي المولد الشهير ميلان كونديرا عن عمر ناهز 94 عاما، حسبما أكدت متحدثة باسم "مكتبة مورافيا" في مدينة برنو التشيكية نيابة عن زوجته. حيث
المزيد ...